للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني الأثرم عن الأصمعي قال: أتت الحجاج امرأة فمثلت بين يديه كأنها عجول أخطأت بوّها فقالت: والله ما لنا ثاغية، ولا راغية، ولا أنّة، ولا حانّة، ولا هبع ولا ربع، ولي ابن في بعث كذا، فإن رأى الأمير أن يقفله فعل. فقال: نعم أقفلوا ابنها، وقولوا له: لعنة الله عليك إن لم تبرّها، فأقفل فاستبطأته في بعض الأمر فقالت:

فوالله لولا الله والرحم بيننا … لا نبأت حجاجا بأنك كاذب

وحدثني عبد الله بن صالح عن أبي زيد قال: نادى الحجاج بالكوفة ألاّ يؤمّ مولى، فأتى عنبسة بن سعيد مسجد بني كاهل، ويحيى بن وثاب إمامهم، وهو مولى لهم، فأراد أن يتقدم في صلاة العشاء الآخرة فقال رجل من العرب: والله لا تؤمّنا. فقال: والله لأفعلنّ، وتقدم. قال عنبسة:

فوالله ما سمعت قارئا قط عربيا ولا مولى أقوى (١) منه، فلما كانت صلاة الغداة حضرت لأنظر ما يكون من أمرهم، فأخذ كف حصى ثم قال: والله لا يلج أحد منكم إلاّ ضربت بهذا الحصى رأسه، فأحجموا وقدموه فصلى، فأتيت الحجاج فأخبرته فأعاد مناديه: إنا لم نرد القراءة، إنما أردنا كل مولى لا يحسن القراءة.

وقال الفضل بن دكين أبو نعيم: كان يوم الجماجم في سنة ثلاث وثمانين، ففقد يومئذ أبو البختري، وابن أبي ليلى، ونظر الحجاج إلى رأس بسطام بن مصقلة بن هبيرة فجعل يقول:

إذا مررت بوادي حية ذكر … فاذهب ودعني أمارس حيّة الوادي


(١) بهامش الأصل: اقرأ.