للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المدائني قال: قال الحجاج لآذنه: أدخل عليّ رجلا يحدثني، فرأى رجلا من الأزد طويل اللحية، فأدخله فقال الحجاج: هيه. قال: هيه.

قال: هيه ويلك. قال: هيه ويلك. قال: هيه ثكلتك أمك. قال: هيه ثكلتك أمك. فقال: أخرج هذا عني وأدخل غيره، فأدخل عليه رجلا فقال له الحجاج: هيه. قال: يسأل الأمير عما أحبّ. قال: أتقرأ القرآن؟ قال: قد علمنيه الله فإن حفظته حفظني، وإن تركته تركني.

قال: أفتفرض؟ قال: أفرض الصّلب، وأعرف اختلافهم في الجدّ.

قال: فما تعرف من السنة؟ قال: ما أقيم به ديني وأعلّم الجاهل. قال:

أتروي الشعر؟ قال: أروي الشاهد والمثل. قال: قد عرفت المثل فما الشاهد؟ قال: النائرة (١) تكون بين القوم، فيقول الرجل فيها، فيكون قوله شاهدا قال: فما تعرف من النسب؟ قال: الجماهير، وأعرف موقعي من العرب. قال: أتحب المال؟ قال: له طلبت العلم قبل طلب المال. فأمر له بأربعة آلاف درهم.

المدائني قال: لما قدم الحجاج البصرة حضر العيد فرأى كثرة من حضر من النساء، فقال: إن ترك أهل الشام وهؤلاء أفسدوهن فابتنى قصره واتخذ فيه حائرا طويلا أكثر من ميل، وأنزله أهل الشام لا يخالطهم عراقي فتغوط أهل الشام فيه فقال: إنما أردت أن أتخذه لهم فإذا أفسدوه فأبعدهم الله، وكان في قصره إيوان وأربع مقاصير واتخذ صهريجا، وكان قصره على فرسخ من البصرة أو أكثر فكان يأتي الجمعة حتى نزل واسطا.


(١) الفتنة.