للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد تبينت أن ليس للحيّ خل … ود ولا من الموت بدّ

إنما أنت مستعيرة ماس … وف تردّين والعواري تردّ

أنت تسهين والحوادث لا تس … هو وتلهين والمنايا تجدّ

أيّ ملك في الأرض أو أيّ حظ … لامرئ حظه من الموت لحد

لا ترجّى البقاء في معدن الم … وت ودار حتوفها لك ورد

كيف يهوى امرؤ لذاذة أي … ام عليه الأنفاس فيها تعدّ

ومن شعر البلاذري الذي رواه المرزباني في معجم الشعراء:

يا من روى أدبا ولم يعمل به … فيكفّ عادية الهوى بأديب

حتى يكون بما تعلم عاملا … من صالح فيكون غير معيب

وقد ظل البلاذري على صلات طيبة مع خلفاء المتوكل كالمستعين والمعتز، ولا تتحدث المصادر المتوفرة عن علاقته بالمنتصر [٢٤٧ - ٢٤٨ هـ / ٨٦١ - ٨٦٢ م]. ولعل الأشهر القصيرة التي تولى هذا فيها الخلافة، والاضطرابات التي رافقت أيام خلافته لم تتح للبلاذري أو لغيره من الأدباء الارتباط بعلاقات أدبية معه، بيد أن صلته بالمستعين كانت قوية، وكان مقربا إليه، كما كان على علاقة حسنة مع المعتز الذي اختاره مؤدبا لابنه عبد الله الذي نشأ فيما بعد شاعرا وأديبا.

وقد روى البلاذري حكاية عن علاقته الوطيدة بالمستعين، فذكر أنه دخل إليه يوما مع الشعراء، فقال له المستعين قبل أن يشرع أحدهم بإنشاده:

من كان قال فيّ مثل قول البحتري في عمي المتوكل:

ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما … في وسعه لسعى إليك المنبر

وإلا فلا ينشدني شيئا، فانصرف الشعراء جميعهم خائنين، وانصرف البلاذري معهم إلى منزله حيث خلا إلى نفسه أياما قليلة يعمل فكره في نظم

<<  <  ج: ص:  >  >>