-وبنى قصى داره، فسميت دار المندوة، لأنهم كانوا ينتدون فيها فيتحدثون ويتشاورون في حروبهم وأمورهم، ويعقدون الألوية، ويزوّجون من أراد التزويج. وكان أمر قصي عند قريش دينا يعملون به ولا يخالفونه.
ولما مات، دفن بالحجون. فكانوا يزورون قبره ويعظمونه.
- وروي أن قصيا قال حين أراد إدخال قريش مكة:
فلست بحازم إن لم تأثّل … بها أولاد قيذر والنبيت
يعني ولد إسماعيل ﵇. وقوله «بها»، يعني مكة.
- وولد قصي - ويكنى أبا المغيرة - عبد مناف، واسمه المغيرة، وكان يدعى «القمر» لجماله. وجعلته أمه حبّى بنت حليل خادما لمناف، وهو أعظم أصنامهم عندهم، تدينا بذلك وتبركا به. فسماه أبوه «عبد مناف».
وزعموا أنه وجد كتاب في حجر:«أنّ المغيرة بن قصي أوصى قريشا بتقوى الله وصلة الرحم».
وكان عبد مناف وعمرو بن هلال بن معيط الكناني عقدا حلف الأحابيش. والأحابيش بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو المصطلق من خزاعة، وبنو الهون بن خزيمة. وكانوا مع قريش. فقال الشاعر:
إنّ عمرا وإنّ عبد مناف … جعلا الحلف بيننا أسبابا
وعبد الله بن قصي، وهو عبد الدار؛ وعبد العزى، وعبد قصي.
وأمهم جميعا حبى بنت حليل بن حبشية بن سلول الخزاعى. فكان قصي يقول: ولد لي أربعة بنين، فسميت ابنين منهم بإلهي، وواحدا بداري، وواحد بي. وكان يقال لعبد بن قصي عبد قصي. وهند بنت قصي، تزوجها عبد الله بن عمار الحضرمي.
- وكان قصي شديد الحب لعبد الدار. وكان عبد الدار مضعوفا.