للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فجعل له بعده دار الندوة، والحجابة، واللواء، والرفادة، والسقاية. فأما دار الندوة فلم تزل له ولولده، حتى باعها عكرمة بن عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، من معاوية بن أبي سفيان، فجعلها دارا للإمارة بمكة.

وأما الحجابة، فكانت له، ثم صارت بعده إلى عثمان بن عبد الدار، ثم إلى عبد العزى بن عثمان، ثم إلى ابنه أبي طلحة واسمه عبد الله بن عبد العزى، ثم إلى طلحة بن أبي طلحة. فلما فتح رسول الله مكة، أراد دفع المفتاح إلى عمه العباس. فأنزل الله عليه: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها﴾ الآية (١). فدفع المفتاح إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، وكان أسلم في صفر سنة ثمان، وأقام بالمدينة وغزا مع النبي مكة. ثم قام بالحجابة ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة. فالحجابة فيهم.

وأما اللواء، فإنه لم يزل في بني عبد الدار حتى كان لواء المشركين يوم بدر مع طلحة بن أبي طلحة بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار؛ وكان لواء رسول الله مع مصعب الخير بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي. وكان لواء المشركين يوم أحد أيضا مع طلحة بن أبي طلحة، فقتله علي بن أبي طالب ؛ فقال الحجّاج بن علاط:

لله درّ مذبّب عن حرمة … أعني ابن فاطمة المعم المخولا

جادت يداك لهم بعاجل طعنة … تركت طليحة للجبين مجدلا

وشددت شدة بازل فكشفتهم … بالسيف إذ يهوون أخول أخولا

وعللت سيفك بالدماء ولم تكن … لتردّه حرّان حتى ينهلا


(١) - سورة النساء - الآية:٥٨.