-وحدثني المدائني، عن ابن جعدبة، قال: قال: عبد الملك بن مروان لعبد الله بن جعفر: يا أبا جعفر بلغني انك تسمع الغناء على المعازف والعيدان؛ وأنت شيخ؟! قال: أجل يا أمير المؤمنين، وإنك لتفعل أقبح من ذلك، قال: وما هو؟ قال: يأتيك أعرابي أهلب العجان، منتن الريح فيقذف عندك المحصنة ويقول البهتان؛ ويطيع الشيطان، فتعطيه على ذلك المائة من الإبل وأكثر، وأنا أشتري الجارية بمالي حلالا، ثم أتخير لها جيد الشعر فترجعه بأحسن النغم؛ فما بأس بذلك.
- ومر عبد الله بالحزين في غداة باردة وعليه خزّ مظاهر فقال له.
أقول له حين واجهته … عليك السلام أبا جعفر
فقال: وعليك السلام. قال:
فأنت المهذب من غالب … وفي البيت منها الذي يذكر
قال: كذبت يا عدو الله ذاك نبي الله ﷺ. قال:
فهذي ثيابي قد أخلقت … وقد عضني منكم منكر
فأمر له بما كان عليه من الثياب.
- وقال ابن الكلبي كان مالك بن أبي السمح من طيء من ساكني المدينة، وكان أخواله من بني مخزوم، وكان يتيما في حجر عبد الله بن جعفر، فأخذ الغناء عن معبد، وكان يغني مرتجلا، وعاش حتى أدرك دولة بني العباس.
- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه عن مشايخ من المدنيين وغيرهم قالوا: كان عبيد بن شريح مولى بني ليث من كنانة، ويكنى أبا يحيى ويلقب