للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-قالوا: وكانت لعبد الله بن جعفر ابنة يقال لها: أم أبيها تزوجها عبد الملك بن مروان؛ فعضّ يوما تفاحة فألقاها إليها - وكان فاسد الفم وغمور الأسنان (١) ولذلك لقب أبا الذبان لاجتماع الذباب على فيه - فدعت بسكين وقطعت موضع عضته فقال: ما تصنعين؟ قالت: أميط الأذى عنها فطلقها. ويقال: إنها قالت له: يا أمير المؤمنين لو استكت بالصبر؟! فقال: أما منك فسأستاك، فطلقها، فتزوجها بعده علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، فدسّ عبد الملك عجوزا من حواضن ولده وكانت برزة طريفة فقال لها: ائت أم أبيها مسلمة عليها، ثم الطفي بكشف رأس علي بن عبد الله حتى تراه - وكان عليّ أصلع يردّ شعر مؤخر رأسه على مقدمه وكانت القلنسوة لا تفارقه - فأتت العجوز عليا فسلمت عليه وأقبلت تضاحكه وتضاحك أم أبيها، ثم قالت لعلي: يا سيدي ما هذا على قلنسوتك؟ فأمكنها من أخذها، فأخذتها بيديها تنفضها، فنظرت أم أبيها إلى رأس علي ففطنت لما أراد من العجوز … أمير المؤمنين إليها

ووضعت إصبعها على رأسها خير من هذا ووضعت إصبعها بفمها - تعني أنّ الصلع خير من البخر-. وماتت عند علي بن عبد الله.

وقال بعض البصريين التي كانت عند علي بن عبد الله، فقالت هذا القول؛ أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر، وأنها كانت عند … تزوجها فطلقها، وقد دخل بها أو لم يدخل بها، فتزوجها عبد الملك ثم علي بن عبد الله ثم الحجاج فكتب إليه عبد الملك يشتمه لإقدامه على تزوجها، فطلقها


(١) - الغمر: السهك.