فلا يقوم حتى تغشاه الشمس فكان أهل المدينة يقولون: وقت الجمعة حين تبلغ الشمس طنفسة أبي يزيد.
وحدثنا عباس بن هشام، عن أبيه عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد، أن عقيلا كتب إلى أخيه علي ﵇:
أما بعد كان الله جارك من كل سوء، وعاصمك من المكروه على كل حال.
«إني خرجت - يابن أمّ - معتمرا ولقيت عبد الله بن سعد بن أبي سرح في نحو من أربعين شابا من أبناء الطلقاء، فقلت لهم - وعرفت المنكر-:
أين تريدون يا بني الطلقاء؟ أبمعاوية تلحقون عداوة لنا غير مستنكرة منكم تحاولون تغيير أمر الله وإطفاء نور الحق، فأسمعوني وأسمعتهم، ثم إني قدمت مكة وأهلها يتحدثون بأن الضحاك بن قيس أغار على الحيرة وما يليها، فأفّ لدهر جرّأ علينا الضحاك، وما الضحاك [إلا] فقع بقرقر، فاكتب إليّ يابن أمّ برأيك وأمرك، فإن كنت الموت تريد تحمّلت إليك ببني أخيك وولد أبيك فعشنا معك ما عشت، ومتنا معك إذا متّ».
فكتب إليه علي ﵇:
«إنّ ابن أبي سرح وغيره من قريش قد اجتمعوا على حرب أخيك اليوم كاجتماعهم على حرب ابن عمك قبل اليوم، وإن الضحاك أقلّ وأذل من أن يقرب الحيرة، ولكنه أغار على ما بين القطقطانة والثعلبية».
وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه عن عوانة قال دخل عقيل على معاوية وقد كف بصره فلم يسمع كلاما، فقال: يا معاوية: أما في مجلسك أحد؟ قال: بلى. قال: فمالهم لا يتكلمون؟ فتكلم الضحاك بن قيس