للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد فإن من أدّى الأمانة؛ وحفظ حق الله في السرّ والعلانية؛ ونزّه نفسه ودينه عن الخيانة؛ كان جديرا بأن يرفع الله درجته في الصالحين، ويؤتيه أفضل ثواب المحسنين، ومن لم ينزه نفسه ودينه عن ذلك أخلّ بنفسه في الدنيا وأوبقها في الآخرة، فخف الله في سرّك وجهرك، ولا تكن من الغافلين عن أمر معادك، فإنك من عشيرة صالحة ذات تقوى وعفة وأمانة، فكن عند صالح ظنّي بك والسلام».

وكتب إلى الأشعث بن قيس الكندي وهو بأذربيجان، وكان عثمان ولاهّ إياها، فأقره عليها يسيرا ثم عزله:

«إنما غرّك من نفسك املاء الله لك، فما زلت تأكل رزقه، وتستمتع بنعمته، وتذهب طيباتك في أيام حياتك، فأقبل واحمل ما قبلك من الفيء ولا تجعل على نفسك سبيلا».

ويقال: ولاه بعد قدومه من أذربيجان حلوان ونواحيها؛ فكتب إليه هذا الكتاب وهو فيها

وكتب إلى قدامة بن عجلان عامله على كسكر:

«أما بعد فاحمل ما قبلك من مال الله فإنه فيء للمسلمين، لست بأوفر حظا فيه من رجل منهم ولا تحسبن يا بن أمّ قدامة أن مال كسكر مباح لك كمال ورثته عن أبيك وأمك، فعجل حمله، وأعجل في الإقبال إلينا إن شاء الله».

وكتب إلى يزيد بن قيس الأرحبي:

«أوصيك بتقوى الله وأحذرك أن تحبط أجرك، وتبطل جهادك، فإن خيانة المسلمين مما يحبط الأجر ويبطل الجهاد؛ فاتق الله ربك ﴿وَابْتَغِ فِيما﴾