عبد الله بن العباس: إن الكوفة والبصرة عين المال وإن وليتهما إياهما لم آمن أن يضيّقا عليك، وإن وليت معاوية الشام لم تنفعك ولايته. فقال المغيرة:
لا أرى لك أن تنزع ملك معاوية فإنّه الآن يتّهمكم بقتل ابن عمه، وإن عزلته قاتلك فوله وأطعني. فأبى وقبل قول ابن عباس.
حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن سليمان، عن سلمة بن كهيل، عن سالم بن أبي الجعد:
عن محمد بن الحنفية، قال: إني لقاعد مع علي إذا أتاه رجل فقال:
ائت هذا الرجل فإنه مقتول. فذهب ليقوم فأخذت بثوبه وقلت: أقسمت عليك أن تأته، ثم جاء رجل آخر فقال: قد قتل فقام فدخل البيت ودخل الناس عليه فقالوا: ابسط يدك نبايعك. فقال؛ لا، أنا لكم وزير خير مني لكم أمير. فأبوا فقال: أما إذ أبيتم فإن بيعتي لا تكون سرا فاخرجوا إلى المسجد فخرجوا.
وحدثت أيضا عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن عبد الملك عن سلمة، عن سالم:
عن ابن الحنفية قال: كنت عند علي إذ أتاه رجل فقال: أمير المؤمنين مقتول الساعة. قال: فقام واخذت بسوطه فقال: خل لا أم لك. فانطلق إلى الدار وقد قتل الرجل، فأتاه الناس فقالوا: إنه لا بدّ للناس من خليفة ولا نعلم أحدا أحق بها منك. فقال لهم: لا تريدوني فإني لكم وزيرا خير منى أميرا، قالوا: والله ما نعلم أحق بها منك. قال: فإذ ابيتم فإن بيعتي لا تكون سرّا، ولكن اخرج إلى المسجد فمن شاء بايعني. فخرج إلى المسجد فبايعه الناس.