اشراف أهل الشام. ولم يذكر له ولاية، فلما ورد الكتاب عليه؛ أبى البيعة لعلي واستعصى، ووجّه رجلا معه صحيفة بيضاء؛ لا كتاب فيها ولا عليها خاتم - ويقال كانت مختومة - وعنوانها: من معاوية بن أبي سفيان إلى علي بن أبي طالب فلما رآها علي قال: ويلك ما وراؤك؟ قال: أخاف أن تقتلني؟ قال: ولم اقتلك وأنت رسول! فقال: إني اتيتك من قبل قوم يزعمون انك قتلت عثمان وليسوا براضين دون أن يقتلوك به. فقال عليّ: يا أهل المدينة والله لتقاتلنّ أو ليأتينكم من يقاتلكم.
فبايع عليا أهل الامصار الا ما كان من معاوية وأهل الشام وخواص من الناس.
«وحدثنا» خلف بن سالم المخزومي، حدثنا وهب بن جرير، عن ابن جعدبة:
عن صالح بن كيسان قال: قتل عثمان وبويع علي وعائشة في الحج فأقامت بمكة؛ وخرج إليها طلحة والزبير، وقد ندما على الذي كان من شأنهما في أمر عثمان، وكتب علي إلى معاوية:
إن كان عثمان ابن عمك فأنا ابن عمك، وإن كان وصلك فإني اصلك وقد امّرتك على ما أنت عليه، فأعمل فيه بالذي لحقّ عليك.
فلما ورد الكتاب على معاوية دعا بطومار لا كتاب فيه ثم كتب:
«بسم الله الرحمن الرحيم» فقط، ثم طواه وختم عليه وكتب عنوانه:
من معاوية إليّ عليّ بن أبي طالب. وبعث به مع رجل من عبس يقال له: يزيد ابن الحرّ، فقدم به على علي فقال لعليّ: أجرني. قال: قد اجرتك إلا من دم. فدفع الكتاب إليه، فلما نظر فيه عرف ان معاوية مباعدله. ثم إن