للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن أبي مخنف قال: حدثني أبو يوسف الانصاري: أنه سمع أهل المدينة يتحدثون ان الناس لما بايعوا عليا بالمدينة بلغ عائشة - رضي الله تعالى عنها - أن الناس بايعوا لطلحة؛ فقالت: إيه ذا الإصبع لله أنت، لقد وجدوك لها محشا (١)، وأقبلت جذلة مسرورة حتى إذا انتهت إلى سرف (٢) استقبلها عبيد بن مسلمة الليثي الذي يدعى ابن أم كلاب فسألته عن الخبر، قال: قتل الناس عثمان. قالت:

نعم ثم صنعوا ماذا؟ قال: خيرا، حارت بهم الأمور إلى خير محار بايعوا ابن عم نبيهم عليا. فقالت: أو فعلوها؟ وددت أن هذه أطبقت على هذه إن تمت الأمور لصاحبك الذي ذكرت، فقال لها: ولم؟ والله ما أرى اليوم في الأرض مثله فلم تكرهين سلطانه؟ فلم ترجع إليه جوابا وانصرفت إلى مكة فأتت الحجر فاستترت فيه وجعلت تقول: إنا عتبنا على عثمان في أمور سميناها له ووقفناه عليها فتاب منها واستغفر ربّه فقبل المسلمون منه ولم يجدوا من ذلك بدّا، فوثب عليه من إصبع من أصابع عثمان خير منه فقتله، فقتل - والله - وقد ماصّوه كما يماص الثوب الرحيض (٣) وصفّوه كما يصفى القلب.

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، وخلف بن سالم، قالا: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، عن يونس بن يزيد الايلي:

عن الزهري قال سأل طلحة والزبير عليا أن يوليهما البصرة والكوفة فقال: تكونان عندي فأتجمّل بكما فإني أستوحش لفراقكما.


(١) - المحش: ما تحرك به النار من حديدة أو عود، ويقال: فلان محش حرب أي موقدها ومؤرثها.
(٢) - موضع على ستة أميال من مكة. معجم البلدان.
(٣) - رحض غسل، والرحيض المغسول المطهر.