وحدثني أبو خيثمة؛ وخلف بن سالم المخزومي، وأحمد بن إبراهيم، قالوا: حدثنا وهب بن جرير، عن ابن جعدبة:
عن صالح بن كيسان، قال: بلغ سهل بن حنيف - وهو وال على المدينة من قبل علي - ما كان من طلحة والزبير إلى أخيه عثمان وحبسهما إيّاه فكتب إليهما:«أعطي الله عهدا لئن ضررتموه بشيء ولم تخلّوا سبيله لأبلغن من أقرب الناس منكما مثل الذي صنعتم وتصنعون به». فخلوا سبيله حتى أتى عليا.
قال: ووجّه عليّ من ذي قار إلى أهل الكوفة - لينهضوا إليه - عبد الله بن عباس وعمار بن ياسر، وكان عليها من قبل عليّ أبو موسى، وقد كان عليها من قبل عثمان، فكلّم الأشتر فيه عليا فأقرّه، فلما دعا ابن عباس وعمار النّاس إلى علي واستنفراهم لنصرته قام أبو موسي خطيبا فقال:
«أيها الناس إنكم قد سلمتم من الفتنة إلى يومكم فتخلفوا عنها وأقيموا إلى أن يكون الناس جماعة فتدخلوا فيها».
وجعل يثبّط الناس، فرجع عبد الله بن عباس وعمار إلى علي فأخبراه بذلك، فكتب إليه:«يا بن الحائك» وبعث الحسن بن علي ليندب الناس إليه، وأمره بعزل أبي موسى فعزله، وولىّ الكوفة قرظة بن كعب الأنصاري فانتدب معه عشرة آلاف أو نحوهم فخرج بهم إلى إبيه.