قالوا: يقولون: يالثارات عثمان. فرفع يده ثم قال: اللهم عليك بقتلة عثمان.
وحدثني عمرو بن محمد حدثنا عبد الله بن إدريس بن حصين، عن عمر بن جاوان:
عن الأحنف أن طلحة والزبير دعواه إلى الطلب بدم عثمان، فقال:
لا أقاتل ابن عمّ رسول الله ومن أمر تماني ببيعته، ولا أقاتل أيضا طائفة فيها أم المؤمنين وحواري رسول الله، ولكن اختاروا مني إحدى ثلاث: إما أن تفتحوا لي الجسر فألحق بأرض الأعاجم، أو بمكة، أو أعبر فأكون قريبا. فأتمروا فرأوا أن يكون بالقرب وقالوا: نطأ صماخه. فاعتزل بالجلحاء من البصرة على فرسخين، واعتزل معه ستة آلاف.
ثم التقى القوم فكان أول من قتل طلحة وكعب بن سور، ولحق الزبير بسفوان فلقيه النعر المجاشعي فقال له: إليّ فأنت في ذمتي لا يوصل إليك.
قال: فأقبل معه، فأتى الأحنف فقيل له: ذاك الزبير بسفوان فما تأمر؟ قال:
جمع بين غارّين من المسلمين حتى ضرب بعضهم وجوه بعض بالسيوف ثم يلحق ببيته بالمدينة. فسمعه ابن جرموز، وفضالة ونفيع - أو نفيل - فركبوا في طلبة فقتلوه.
وقال أبو مخنف في اسناده: لما بلغ عليا - وهو بالمدينة - شخوص طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة؛ استنفر الناس بالمدينة، ودعاهم إلى نصره فخفّت معه الأنصار وجعل الحجّاج بن غزية يقول:
سيروا أبابيل وحثّوا السيرا … كي تلحقوا التيمي والزبيرا
فخرج علي من المدينة في سبعمائة من الأنصار وورد الربذة، فقدم عليه