للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقتل يوم الجمل.

وبايعهم الأزد ورئيسها صبرة بن شيمان الحدّاني فقال له كعب بن سور بن بكر: أطعني واعتزل بقومك وراء هذه النطفة، ودع هذين الغارين من مضر؛ وربيعة يقتتلان. فأبى وقال: أتأمرني أن أعتزل أم المؤمنين وأدع الطلب بدم عثمان، لا أفعل.

وبعث الأحنف بن قيس إلى علي: إن شئت أتيتك فكنت معك، وإن شئت اعتزلت ببني سعد فكففت عنك ستة آلاف سيف - أو قال أربعة آلاف سيف؟ فاختار اعتزاله، فاعتزل بناحية وادي السباع.

قال: وكان علي يقول: منيت بفارس العرب - يعني الزبير - وبأيسر العرب - يعني يعلى بن منية التميمي - وبفيّاض العرب - يعني طلحة - وبأطوع الناس في الناس - يعني عائشة.

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، حدثني الجلد بن أيّوب عن أبيه عن جدّه قال:

أتاني كعب بن سور فركبت معه فجعل يطوف في الأزد ويقول:

ويحكم أطيعوني واقطعوا هذه النطفة فكونوا من ورائها وخلوا بين الغارين.

فجعلوا يسبّونه ويقولون: نصراني صاحب عصا - وذلك لأنه كان في الجاهلية نصرانيا - فلما أعيوه رجع إلى منزله وأراد الخروج من البصرة، فبلغ عائشة الخبر وهي نازلة مسجد الحدّان أو عنده فجاءت على بعيرها فلم تزل به حتى أخرجته ومعه راية الأزد.

قال وهب: وكان كعب قاضيا على البصرة من قبل عمر بن الخطاب، ولاه القضاء بعد أبي مريم الحنفي وأقرّه عثمان بعد ذلك.