القيس أن يرفع مصحفا، فرفعه وقام بين الصفين فقال: ادعوكم إلى ما فيه، أدعوكم الى ترك التفرق، وذكر نعمة الله عليكم في الألفة والجماعة، فرمي بالنبل حتى مات، ويقال: بل قطعت يده اليمنى فأخذ المصحف بيده اليسرى فقطعت، فأخذه بأسنانه فرمي حتى قتل، فقال علي: هذا وقت الضراب.
وقال بعضهم: قطعت يده فأخذ المصحف بأسنانه وهو يقاتل باليد الباقية، فرمي حتى قتل، فقال عليّ: الآن طاب الضراب.
وأخذ المصحف بعد قتل هذا الرجل ﵀ رجل من بني تميم يقال له: مسلم فدعاهم الى ما فيه فقتل فقالت أمه:
يا رب إن مسلما دعاهم … يتلو كتاب الله لا يخشاهم
فرملّوه رمّلت لحاهم
قالوا: وسمع علي أصوات أصحاب الجمل وقد علت فقال:
ما يقولون؟ قالوا: يدعون على قتلة عثمان ويلعنونهم. قال: نعم فلعن الله قتلة عثمان، فو الله ما قتله غيرهم وما يلعنون إلاّ أنفسهم، ولا يدعون إلاّ عليها.
ثم قال عليّ لابن الحنفية - ومعه الراية-: أقدم، فزحف برايته نحو الجمل، وأمر على الأشتر أن يحمل فحمل وحمل الناس، فقتل هلال بن وكيع التميمي واشتدّ القتال، فضرب مخنف بن سليم على رأسه فسقط، وأخذ الراية منه الصقعب بن سليم أخوه فقتل، ثم أخذها عبد الله بن سليم فقتل.
ثم أمر علي محمد بن الحنفية أن يحمل فحمل وحمل الناس فانهزم أهل