البصرة؛ وقتلوا قتلا ذريعا، وذلك عند المساء، فكانت الحرب من الظهر إلى غروب الشمس.
وكان كعب بن سور ممسكا بزمام الجمل؛ فأتاه سهم فقتله، وتعاور الناس زمام الجمل فجعل كلما أخذه أحدهم قتل، واقتتل الناس حوله قتالا شديدا.
وسمعت عبد الأعلى النرسي يقول: بلغني انه قطعت عليه سبعون يدا.
وروي عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنّه كان يقول: قتل ممن أخذ بزمام الجمل سبعون.
وقال أبو مخنف وعوانة: أقبل رجل من بني ضبّة ومعه سيف وهو يخطر ويقول:
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل … والموت أحلى عندنا من العسل
ننعي ابن عفان بأطراف الأسل … ردّوا علينا شيخنا ثم بجل (١)
وجعل هانئ بن خطاب الهمداني يقول:
أبت سيوف مذحج وهمدان … بأن تردّ نعثلا كما كان
خلقا جديدا بعد خلق الرحمن
وحدثني خلف بن سالم، وأحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا وهب بن جرير بن حازم، عن أبيه عن ابن عون:
عن أبي رجاء العطاردي قال: رأيت ابن يثربي يرتجز ويقول:
نحن بنو ضبة أصحاب الجمل … ننزل بالموت إذا الموت نزل
(١) - بجل: أي حسبك حيث انتهيت. القاموس.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute