واشتدّ القتال فقتل من الأزد ألفان وخمسمائة واثنان وخمسون رجلا، ومن بكر بن وائل ثمانمائة، ومن ضبة خمسمائة، ومن بني تميم سبعمائة.
ولما رأى عليّ أن القتال حول الجمل قد اشتدّ قال: اعقروا الجمل.
فشدّ نحوه عدي بن حاتم الطائي أبو طريف، ومالك الأشتر، وعمار بن ياسر والمثنى بن مخرّبة العبدي - من شيعة علي بن أبي طالب من أهل البصرة - وعمرو بن دلجة الضبي من أهل الكوفة، وأبو حية بن غزية الأنصاري، وقال بعض العبديين:
نحن ضربنا ساقه فانخزلا … وضربة بالعنق كانت فيصلا
لو لم تكوني للنبي ثقلا … وحرمة لاقيت أمرا معضلا
وقال هشام بن الكلبي عن أبيه: الذي عرقب جمل عائشة المسلم بن معدان من ولد شزن بن نكرة بن لكيز بن أفصى.
قالوا: وجاء أعين بن ضبيعة - أبو النوار امرأة الفرزدق - إلى الهودج وكأنه فرخ مقصب مما فيه من النبل فاطلع فيه فقال: والله ما أرى إلا حميراء. فقالت: هتك الله سترك وأبدى عورتك وقطع يدك.
وانتهى عليّ إلى الهودج فضربه برمحه وقال: كيف رأيت صنيع الله بك يا أخت إرم؟ فقالت: ملكت فأسجح. ثم قال لمحمد بن أبي بكر: انطلق بأختك فأدخلها البصرة. فأنزلها محمد في دار صفية بنت الحارث بن طلحة بن أبي العبدريّ وهي أم طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف الخزاعي، فمكثت بها أياما، ثم أمرها علي بالرحلة فأستأجلته أياما فأجلّها، فلما انقضى الأجل أزعجها فخرجت إلى المدينة في نساء من أهل البصرة ورجال من قبله حتى نزلت المدينة، وكانت تقول إذا ذكرت يوم