للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأجاره، وسأل عليا له الأمان فآمنه، وعرض عليه أن يبايعه حين بايعه الناس بالبصرة؛ فأبى وقال: ألم تؤمني؟ قال: بلى. قال: فإني لا أبايعك حتى تكرهني. قال علي: فإني لا أكرهك، فو الله أن لو بايعتني بأستك لغدرت.

ثم إنه مضى إلى معاوية.

وصار ابن الزبير إلى دار رجل من الأزد، وبعث بالأزدي إلى عائشة ليعلمها مكانه، فبعثت إليه محمد بن أبي بكر؛ فجاءها به وقد تغالظا في الطريق.

وصار إليها أيضا عتبة بن أبي سفيان بعد أن أجاره عصمة بن الزبير (١) فبلغ عليا مكانهما عند عائشة فسكت ولم يعرض لهما.

قالوا: وقام علي حين ظهر وظفر خطيبا فقال:

يا أهل البصرة قد عفوت عنكم فإياكم والفتنة؛ فإنكم أول الرعية نكث البيعة وشق عصا الأمة. ثم جلس وبايعه الناس وكتب إلى قرظة بن كعب بالفتح، وجزي أهل الكوفة على نصرة آل نبيهم خيرا.

حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه:

عن محمد بن أبي يعقوب قال: قتل يوم الجمل ألفان وخمس مائة من أهل البصرة، منهم من الأزد ألف وثلاثمائة وخمسون، ومن بني ضبّة ثمانمائة، ومن أفناء الناس ثلاثمائة وخمسون.

وقال أبو مخنف وغيره: قتل مع عائشة عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد، وعلي بن عدي بن ربيعة بن عبد شمس، ومسلم بن قرظة من بني


(١) - في هامش الأصل ما يفيد في رواية أخرى «أبير».