للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من عبد الله علي أمير المؤمنين؛ إلى معاوية بن أبي سفيان.

أما بعد فإنّ أخا خولان قدم عليّ بكتاب منك تذكر فيه محمدا وما أكرمه الله به من الهدى والوحي، فالحمد لله الذي صدق له الوعد، ومكّن له في البلاد، وأظهره على الدين كله، وقمع به أهل العداوة والشنآن من قومه الذين كذبوه وشنّعوا له وظاهروا عليه وعلى إخراج أصحابه، وقلبّوا له الأمور حتى ظهر أمر الله وهم له كارهون، فكان أشد الناس عليه الأدنى فالأدنى من قومه إلا قليلا ممن عصم الله.

وذكرت ان الله جلّ ثناؤه وتباركت اسماؤه اختار له من المؤمنين أعوانا أيده بهم فكانوا في منازلهم عنده على قدم (١) فضائلهم في الإسلام، فكان افضلهم خليفته وخليفة خليفته من بعده، ولعمري إن مكانهما من الإسلام لعظيم، وإن المصاب بهما لرزء جليل وذكرت ان ابن عفان كان في الفضل ثالثا، فإن يكن عثمان محسنا فسيلقى ربا شكورا يضاعف الحسنات ويجزي بها، وان يكن مسيئا فسيلقى ربا غفورا رحيما لا يتعاظمه ذنب أن يغفره؛ وإني لأرجو إذا اعطى الله المؤمنين على قدر اعمالهم أن يكون قسمنا أوفر قسم أهل بيت من المسلمين.

إن الله بعث محمدا فدعا إلى الإيمان بالله والتوحيد له، فكنا أهل البيت أول من آمن وأناب، فمكثنا وما يعبد الله في ربع سكن من أرباعي العرب أحد غيرنا فبغانا قومنا الغوائل وهمّوا بنا الهموم، والحقوا بنا


(١) - في هامش الأصل ما يفيد في رواية أخرى «قدر».