أهون بقوم في الوغى نكاص … لو قد رأوها تنفض النواصي
لقال كلّ أرني خلاصي
وقال معاوية - حين بلغه جد علي في النهوض نحوه وهو في طريق صفين:
لا تحسبّني يا عليّ غافلا … لأوردن الكوفة القنابلا
والمشرفي والقنا الذوابلا … من عامنا هذا وعاما قابلا
فقال علي:
أصبحت عني يا بن هند غافلا … اني لرام منكم الكواهلا
بالحق والحق يزيل الباطلا … هذا لك العام وعاما قابلا (١)
قالوا: ولما أجمع أمير المؤمنين على المسير إلى معاوية؛ كتب إلى عمّاله على النواحي في القدوم عليه؛ فاجتمعوا عنده، واستخلف عبد الله بن عباس أبا الأسود الديلي على صلاة البصرة، وزيادا على الخراج، ثم قدم الكوفة وجعل عليّ يخطب الناس ويحضّهم على محاربة معاوية وأهل الشام، فقام رجل من فزارة يقال له أربد بن ربيعة، فقال: يا عليّ أتريد أن تغزو بنا أهل الشام فنقتلهم كما قتلنا إخواننا من أهل البصرة؟ هذا والله ما لا يكون، فوثب إليه الأشتر، وعنق من الناس فخرج هاربا فلحقوه بمكان كانت الدواب تباع فيه، فوطئوه وضربوه حتى مات، فقال أبو علاقة التيمي - تيم ربيعة:
معاذ إلهي أن تكون منيتي … كما مات في سوق البراذين أربد