للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي رواية محمد بن إسحاق بن يسار: أن عليا كتب إلى معاوية يدعوه إلى بيعته، وحقن دماء المسلمين. وبعث بكتابه مع ضمرة بن يزيد، وعمرو بن زرارة اللخمي فقال: إن دفع إليّ قتلة ابن عمي وأقرّني على عملي بايعته، وإلا فاني لا أترك قتلة ابن عمي وأكون سوقة، هذا ما لا يكون ولا أقار عليه.

وقال أبو مخنف وغيره: قام علي خطيبا فأمر الناس بالمسير إلى الشام، فقال له: يزيد بن قيس الأرحبيّ: إن الناس على جهاز وهيئة وأهبة وعدّة، وأكثرهم أهل القوة؛ وليست لهم علة، فمر مناديك فليناد في النّاس أن يخرجوا إلى معسكرهم بالنخيلة.

وقال عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي: إنّ أخا الحرب غير السؤوم ولا النؤوم، ولا الذي إذا أمكنته الفرص املى واستشار فيها، ولا من أخّر عمل اليوم إلى غد.

ويقال: إن الذي قال هذا القول يزيد بن قيس الأرحبي.

وتكلم زياد بن النضر الحارثي فصدق هذا القول. وتكلم الناس بعد، فدعا علي الحارث الأعور - وهو الحارث بن عبد الله الهمداني - فأمره أن ينادي في الناس أن يغدوا إلى معسكرهم بالنخيلة - وهو على ميلين من الكوفة - ففعل، وعسكر عليّ والناس معه.

وكان عبيد الله بن عمر بن الخطاب لما قتل أبوه؛ إتّهم الهرمزان، ورجلا من أهل الحيرة - نصرانيا كان سعد بن أبي وقاص أقدمه المدينة معه فكان يعلم ولده [و] الناس الكتاب والحساب يقال له: جفينة - بالموالاة لأبي لؤلؤة، فقتلهما وقتل ابنة أبي لؤلؤة، فوقع بينه وبين عثمان في ذلك كلام حتى تناصيا