للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن قال: إن الوليد اعتزل القتال قال: كان القتال في اليوم الخامس بين عبد الله بن عباس، وملحان بن حارثة بن سعد بن الحشرج الطائي، وهو من طيء الشام وفيه يقول الشاعر:

ليبك على ملحان ضيف مدقّع … وأرملة تزجي مع الليل أرملا

وفي اليوم السادس بين سعد بن قيس أو قيس بن سعد، وبين ابن ذي الكلاع.

وفي اليوم السابع بين الأشتر أيضا وحبيب بن مسلمة.

فلما كان اليوم الثامن عبّأ علي الناس على ما كان رتبهم عليه، وعبّأ معاوية أهل الشام واقتتلوا قتالا شديدا، وجعل علي يقول لكل قبيلة من أهل الكوفة: اكفوني قبيلتكم من أهل الشام.

ثم غدوا يوم الخميس فاقتتلوا أبرح قتال وانتهت الهزيمة إلى علي فقاتل مع الحسن والحسين، وقتل زياد بن النضر الحارثي، وعبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وانهزمت ميمنة علي ثم ثابوا فأهمّت أهل الشام أنفسهم وكثر القتال والجراح فيهم وركب معاوية فرسه وجعل ينشد شعر ابن أطنابة الأنصاري - وهو عمرو بن عامر الخزرجي، وأمه الأطنابة بنت شهاب من بلقين-:

وقولي كلما جشأت وجاشت … مكانك تحمدي أو تستريحي

فكان معاوية يقول بعد ذلك: ركبت فرسي ومن شأني الهرب حتى ذكرت شعر ابن الأطنابة:

أبت لي عفّتي وأبى حيائي … وإقدامي على البطل المشيح

وقولي كلما جشأت وجاشت … مكانك تحمدي او تستريحي