للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا وهب بن جرير، عن جويرية، عن يحيى بن سعيد:

عن عتبة قال: تنازلنا بصفين فاقتتلنا بها أيّاما فكثرت القتلى بيننا وعقرت الخيل، فبعث علي إلي عمرو: إن القتلى قد كثروا، فأمسك حتى يدفن الجميع قتلاهم. فأجابه (١): فاختلط بعض القوم ببعض حتى كانوا هكذا:- وشبك بين أصابعه - وكان الرجل من أصحاب علي يشدّ فيقتل في عسكره فيستخرج منه، وكان عمرو يجلس بباب خندقه فلا يخفى عليه قتيل من الفريقين، فمر عليه برجل من أصحاب علي قد قتل في عسكر معاوية فبكى عمرو وقال: لقد كان مجتهدا، فكم من رجل أخشن في أمر الله قد قتل يرى عليّ ومعاوية أنهما بريئان من دمه.

وحدثني عمر بن بكير، عن الهيثم بن عدي، حدثني ابن عياش الهمداني قال:

قال معاوية لعمرو: أتذكر إذ غشيك ابن أبي طالب فاتّقيته بسوءتك؟ فقال إني رأيت الموت مقبلا إليّ معه فاتقيته كما رأيت، وكان ورعا فصرفه عنّي حياؤه ولكنّي أذكرك حين دعاك للمبارزة، فقلصت شفتك، ورعدت فرائصك وامتقع لونك.

حدثني بكر بن الهيثم، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة:

ان أهل الشام لما رفعوا المصاحف يوم صفين فركن إلى ذلك من ركن؛ كان الأشتر يقاتل أشدّ قتال؛ حتى بعث إليه علي مرة أو مرتين يعزم عليه لينصرفن، فقال: أحين طمعت بالنصر والظفر انصرف؟ فقال الذين


(١) - في هامش الأصل ما يفيد في رواية أخرى «فما أجابه عمرو».