للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحبوا الموادعة لعلي: أنت تأمره بالحرب، فبعث إليه بعزيمة مؤكدة فكفّ وقال: خدعتم والله.

حدثنا زهير بن حرب أبو خيثمة، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا أبي، قال:

سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث أن الأحنف بن قيس قال لعلي - حين أراد أن يحكم أبا موسى-: إنّك تبعث رجلا من أهل القرى، رقيق الشغر، قريب القعر، فابعثني مكانه آخذ لك بالوثيقة وأضعك من هذا الأمر بحيث أنت. فقال له ابن عباس: دعنا يا أحنف فإنا أعلم بأمرنا منك.

حدثني أبو خيثمة، وأحمد بن إبراهيم، قالا: حدثنا وهب بن جرير، عن ابن جعدبة، عن صالح بن كيسان قال: سار علي إلى معاوية بن أبي سفيان، وسار معاوية إلى علي حتى نزلا بصفين، وخلف علي على الكوفة أبا مسعود الأنصاري، فمكثوا بصفين ما شاء الله، ثم إن عبد الله وعبد الرحمن ابني بديل بن ورقاء دخلا على علي فقالا: حتى متى لا تقاتل القوم؟ فقال علي: لا تعجلا. فقال عبد الله بن بديل: ما تنتظر بهم ومعك أهل البصائر والقرآن؟ فقال: اهدأ أبا علقمة. قال: إني أرى أن تقاتل القوم وتتركنا نبيتّهم. فقال: يا أبا علقمة لا تبيّت القوم ولا تدفّف على جريحهم ولا تطلب هاربهم.

ثم إن القوم اقتتلوا بعد ذلك بيومين فحرض معاوية أصحابه وهو يقول: فدى لكم أبي وأمي شدوا فإن عليا يزعم أنه لاحق لكم في هذا الفيء ومعاوية يتمثل في ذلك بقول ابن الأطنابة: