للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثني بعض أصحابنا عن عفّان حدثنا حمّاد عن الحسن أنّ زيادا قال لمعقل بن يسار: أبا زياد ألست تعلم أنّ الأسواق قائمة، وأنّ السبل آمنة، وأنّ الأعطيات والأرزاق تخرج إلى شهر معلوم، ويبيع البائع إلى شهر معلوم؟ قال: بلى، قال: فلّله الحمد لا يزال الناس بخير ما كان أمرهم هكذا.

وقال المدائني: كان المقاتلة بالبصرة حين قدم زياد أربعين ألفا فبلغ بهم ثمانين ألفا، وكانت الذرّيّة ثمانين ألفا فبلغ بهم عشرين ومائة ألف، ويقال انّ ابنه فعل ذلك.

قال: وجعل زياد الناس بالبصرة أخماسا، وجعل على كلّ خمس رجلا، وعرّف العرفاء، ونكّب المناكب، وجعل خروج القبائل على الرايات، وكان أوّل من بنى المقصورة بالبصرة، وأوّل من جعل الأذانين يوم الجمعة، وأوّل من جلس بين يديه على الكراسي، وأولّ من لبس الخفاف الساذجة بالبصرة، وأوّل من سقف حوانيت السوق، وأوّل من دعا النّقرى وكانوا يدعون الجفلى (١).

حدثني عبد الله بن صالح قال: قال زياد لعجلان حاجبه: كيف تدعو الناس؟ قال: على الشرف ثمّ على الأسنان ثمّ أترك الذين لا يعبأ الله بهم، قال: ويحك ومن هم؟ قال: الذين يلبسون في الصيف ثياب الشتاء وفي الشتاء ثياب الصيف، قال: يا بن اللخناء هذا هزل، ولو كنت تقدّمت إليك فيه لأحسنت أدبك.


(١) - دعاهم الجفلي: أي بجماعتهم وعامتهم، ودعوتهم النقرى: أي دعوة خاصة، وهو أن يدعو بعضا دون بعض. القاموس.