للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخافه عليكم إلا وهو في سجنكم، وإن أمير المؤمنين قد توفي، وولى عهده من بعده معاوية بن يزيد ابنه، وإنكم اليوم أكثر الناس عدداً وأعرضهم فيئاً، وأغناهم عن الناس، فاختاروا لأنفسكم رجلاً ترضونه لدينكم وجماعتكم، فأنا أول من يرضى ويبايع ويعين بنصيحته وماله، فإذا أجتمع أهل الشام على رجل يرضونه لدينهم دخلتم فيما دخل فيه المسلمون، فقامت خطباء أهل البصرة فقالوا: قد سمعنا مقالتك أيها الأمير، ولا نعلم أحداً أقوى عليها منك فهلم نبايعك، فقال: لا حاجة لي في ذلك فاختاروا لأنفسكم، فلما كرروا عليه القول بسط يده ودعاهم إلى بيعته فبايعوه، ثم انصرفوا وهم يقولون: أيظن أبن مرجانة أننا ننقاد له في الجماعة والفرقة، كذب والله؛ ثم وثبوا به.

حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا وهب بن جرير حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن يزيد قال: بايعوا عبيد الله بن زياد ثم قالوا: أخرج لنا إخواننا. وكانت السجون مملوءة من الخوارج، فقال: لا تفعلوا فإنهم يفسدون عليكم، فقالوا: لا بد من إخراجهم، فجعلوا يخرجون ويبايعونه فما تتامَّ آخرهم حتى جعلوا يغلظون له.

حدثني أبو خثيمة زهير بن حرب حدثنا وهب بن جرير بن حازم حدثنا أبي عن مصعب بن يزيد قال: لما مات يزيد بن معاوية نعاه ابن زياد وقال: اختاروا لأنفسكم، قالوا: قد رضينا بك، ثم خرجوا فجعلوا يمسحون أيديهم بجدر دار الإمارة ويقولون: هذه بيعة ابن مرجانة، واجترأ الناس عليه حتى جعلوا يأخذون دوابه من مربطه.