للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: واسمل عينيه. فخلى سبيله، قال يزيد: ومات أخ لي فتبعنا جنازته وصلينا عليه، ثم دفن فكنت أنا في ناحية مع إخواني نذكر الله إذ طلع الحكم بن أيوب في خيله فقصد قصدنا فلما رآه الناس هرب جلسائي وبقيت وحدي فجاء قاصدا فوقف علي وقال: ما كنتم تصنعون؟ قلت: أصلح الله الأمير أخ لنا مات فدفن فقعدنا نذكر الله والمعاد إليه، وما صار صاحبنا إليه. قال: فهلا فررت كما فرّوا؟ قلت: أصلح الله الأمير ما يضرني منك، أنا ابرأ ساحة من ذاك وآمن للأمير، فقال عبد الملك بن المهلب وهو صاحب شرطه وحربته بيده وهو واقف بين يديه: أصلح الله الأمير أو ما تعرف هذا؟ قال: لا. قال: هذا الذي قام إليك وتكلم. قال الحكم: وإني لأراك ههنا تجترئ عليّ مرة بعد أخرى، مدّوه. فمددت وهو واقف حتى ضربت أربعمائة سوط، فما عقلت كيف رفعت، ثم أدخلت الحبس، فلم أزل في الديماس حتى مات الحجاج.

حدثني أبو موسى إسحاق الفروي، أنبأ محمد بن الفضيل عن سالم بن أبي حفصة قال: سمعت الحجاج يخطب على المنبر فذكر قراءة ابن مسعود فقال: زجر كزجر الأعراب. والله لا أحدّث رجلا يقرؤها إلا ضربت عنقه، والله لأحكنّها ولو بعظم خنزير.

وحدثني بكر بن الهيثم والحسين بن ابراهيم الصفّار، قالا: ثنا مسلم بن ابراهيم عن الصلت بن دينار قال: سمعت الحجاج على منبر واسط يقول: قاتل الله عبد هذيل والله ما قرأ مما أنزل الله على محمد حرفا، وما هو إلا زجر العرب، والله لو أدركته لسقيت الأرض من دمه.