للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرّاحِمِينَ﴾ (١). قال الحكم: وأنا أقول لا تثريب عليكم، لو لم أجد الاثوبي هذا لواريتكم به، وأطلق عليا.

وحدثني الأثرم عن الأصمعي قال: اغتاب رجل رجلا عند الحجاج، وقتيبة حاضر، فلما خرجا قال قتيبة: يا هذا لقد لكت مضغة، طالما لفظها الكرام.

حدثني روح بن عبد المؤمن المقرئ عن علي بن نصر الجهضمي عن أبي مرجعة قال: سمعت مالك بن دينار يقول: سمعت الحجاج يقول في خطبته: رحم الله امرأ اتهم نفسه على نفسه، رحم الله امرأ اتخذ نفسه عدوا فحذرها في قوله وفعله، رحم الله امرأ أخذ بعنان عمله فعلم ما يراد به، رحم الله امرأ حاسب نفسه قبل أن يكون حسابه إلى غيره، رحم الله امرأ نظر إلى ميزانه فأشفق من خفّته، رحم الله امرأ علم أن الشقاء والرخاء فيما بين يديه. فلم يزل يتكلم حتى بكينا.

حدثني ابن الأعرابي عن الهيثم عن مجالد عن الشعبي قال: سمعت من عبد الملك - أو قال من الحجاج - كلمتين حسدته عليهما، سمعته يقول:

اللهم إن ذنوبي قد كثرت فجلت عن الوصف، اللهم وإنها صغيرة في جنب عفوك فاعف عني.

وقال الحرمازي: أخذ رجل بابن عم له عاص، فقال للحجاج:

أؤخذ بذنب غيري أصلح الله الأمير، وقد قال الله ﷿: ﴿وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى﴾ (٢) فقال: أو ما سمعت قول القائل:


(١) سورة يوسف - الآيتان:٩١ - ٩٢.
(٢) سورة الأنعام - الآية:١٦٤.