للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: أرى قصرا ستعظم المؤنة لمن أراد هدمه، قال: ويحك ما خالف بك إلى ذكر الهدم؟ وخطب الحجاج فذم الدنيا وصغّرها فقال: والله ما أحب أن ما مضى من الدنيا لي بعمامتي هذه، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء.

وكان أبو عون يقول: إذا سمعت قراءة الحجاج علمت أنه طالما قرأ كتاب الله.

قال وخطب الحجاج في يوم جمعة فأطال فقال رجل: الصلاة أيها الأمير فإن النهار لا ينتظرك، والله لا يعذرك، فأمر بحبسه فكلم فيه وقيل إنه مجنون فقال: إن زعم أنه مجنون خليت سبيله، فقيل للرجل قل: إني مجنون فقال: ما كنت لأنسب إلى ربي ما لم يفعله بي فعرض الحجاج الناس يوما فغلط وخلى سبيله.

قالوا: وقدم نافع بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل على الحجاج فأمره بقتل رجل، فاعتلّ فاغفل الحجاج برّه، فمضي إلى المدينة فبعث إليه الحجاج بثلاثمائة دينار صلة لحقه بها الرسول وقال: استعن بها في سفرك.

المدائني عن شهاب السلمي قال: حدثني ابن صاحب نهر المرأة قال:

كسر دهقان من دهاقين فارس خراجه، وأفسد أهل الخراج فكتب الحجاج إلى عامله أن اصلبه فصلبه، وطعنه في أحد شقّيه طعنة، وصلب إلى الجذع، وتفرق الناس، وإلى جانب المصلوب حانوت، فأومأ فاستسقى، فأعلم العامل بذلك فرجع إليه فطعنه في الجانب الآخر، ثم انصرف واستسقى فقيل للعامل فرجع فطعنه بين الطعنتين، ثم مضى عنه فاستسقى فأنزله العامل وكتب بخبره إلى الحجاج فكتب الحجاج أن احمله إليّ فحمله