للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فيه بوليب في رومية (قبل سنة ١٥٠) ويعهد المحدثون من الرومان بتعليم أبنائهم إلى مربين من اليونان ولذلك افتتح أناس من اليونان في رومية مدارس لتعليم الشعر والبلاغة والموسيقى. وكانت الأسرات الكبرى تنقسم إلى أنا س يتعلمون على الطريقة القديمة وآخرين على الحديثة. ولكن بقي في الأذهان شيء من الموسيقى والرقص فكانوا ينظرون إليهما بأنهما من الصناعات المهينة بمن يتعاطاها إذا كان كريم المحتد. قال سبيون أملين حامي اليونان في كلامه على مدرسة رقص كان يختلف إليها بنون وبنات من الخاصة: ما كنت أتوهم عندما ذكر لي ذلك أن أناساً من الأشراف يعلمون مثل هذه الأمور لأولادهم ولما أخذوا بيدي إلى مدرسة الرقص رأيت فيها زهاء خمسمائة صبي وبنت وفي جملتهم ولداً شريفاً في الثانية عشرة من عمره وهو أحد المرشحين للانتخابات يرقص على نغمات البوق كروتال وقال سالست في كلامه على عقيلة رومانية قليلة الاعتبار أنها كانت تضرب على الطنبور وترقص أحسن مما يليق بامرأة محتشمة.

التربية: استهوى نساء الرومان حب الأديان الشرقية والبذخ الشرقي في أسرع ما يكون فكن يذهبن زرافات زرافات إلى معابد باخوس ومساجد إيزيس. وقد سنت لهن قوانين ليمنعهن من لبس الألبسة الثمينة وركوب العجلات واتخاذ الحلي والجواهر ولم تلبث أن ألغيت فصار النساء في حل من أن يلبسن كالرجال ما يشأن وانقطع النساء النبيلات عن العمل والجلوس في بيوتهن وأنشأن يخرجن في أبهة ويختلفن إلى دور التمثيل والملاعب والحمامات والمجتمعات وإذ كن بلا عمل ومن الجهل على جانب سرى الفساد إليهن في الحال حتى أصبح النساء الطاهرات في طبقة الأشراف ن النوادر.

سقط النظام القديم في تربية الأسرات وجعل القانون الروماني الزوج سيد زوجته وابتدعوا ضرباً جديداً من الزواج يجعل المرأة تحت تصرف أبيها ولا يكون للزوج أدنى سلطة عليها وكان الآباء يجهزون بناتهم بجهاز وصداق ليجعلوهن أكثر استقلالاً.

وكان من حق الزوج وحده أن يطلق امرأته ومن العادة أن لا يحاد عن هذا الحق إلا في أحوال استثنائية شديدة فصار للمرأة الحق أن تترك زوجها وأصبح مذ ذاك العهد من الهين اللين أن يفصم الزوجان عرى ارتباطهما ولم يعودا يحتاجان إلى حكم حاكم ولا إلى سبب مشروع ويكفي أحد الزوجين متى استاء من زوجه أن يقول له: احمل ما يخصك وأعد لي