للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يقول لأحد الخجمة فقط اجعل الطعام في قاعة أبولون وكانت المأدبة على غاية من التأنق بحيث عجب منها المدعوان. ولما سئل عن إخلاله بشرط الضيافة قال أنه لم يأمر بشي وإن نفقات طعامه محددة بحسب القاعة التي تجعل فيها وإن بسط الموائد في قاعة أبولون لا يمكن أن يكلف أقل من خمسين ألف فرنك.

وظل لوكلوس في رومية ممثل الأخلاق الجديدة كما كان كاتون يمثل الأخلاق القديمة. ويرى قدماء الرومان أن كاتون هو الروماني الصالح وأن لوكلوس هو الروماني الفاسد ومع هذا فقد كان لوكلوس يبتعد عن عادة الأجداد ولذلك كان واسع المدارك حسن التربية لطيف المأتى مفطوراً على العطف على الخدم والرعايا.

الانقلاب الديني والعقلي

العبادات الجديدة: لم يكن بين أرباب الرومان وأرباب اليونان من الشبه حتى في الأسماء ومع هذا اعتقد اليونان بأن معظم الأرباب المعبودة في رومية كانت أربابهم أحبوا أن يعترفوا بأنها كذلك. وإلى ذاك العهد لم يكن للأرباب الرومانية شكل خاص ولا تاريخ معين وهذا ما دعا إلى الارتباك في حالتها فجرى تمثيل كل رب روماني على صورة رب يوناني واخترعوا له تاريخاً وحكايات.

فخلطوا بين المشتري اللاتيني وزيوس اليوناني وجونون مع هيرا ومنيرفا ربة الذاكرة مع بالاس ربة الحكمة وديان زوجة جانوس مع أرتيمس الصيادة البديعة وزجوا هركول رب السواد بهيراكليس الغالب على الغيلان. وهكذا دخلا المثولوجيا اليونانية تحت أسماء لاتينية واستحال أرباب رومية إلى أرباب اليونان. وامتزجت الأرباب بعضها ببعض حتى اعتدنا أن نطلق على الأرباب اليونانية أسماء لاتينية فلا نزال نقول أرتيمس ديان وبالاس منيرفا. وبالميثولوجيان اليونانية اعتاد الرومان أن يصوروا أربابهم في تماثيل كما اقتبسوا بعضاً من الاحتفالات اليونانية وكانت الحكومة الرومانية أدخلت إلى بلادها عبادة أبولون وبدأ بعض الأفراد يعبدون باخوس رب الكرمة. ويحتفل من يعبدون باخوس بعبادته في الليل سراً ولا يطلعون أحد على خفايا العبادة الباخوسية وأخذ المجلس يحقق فرأى المتعبدين بهذه العبادة سبعمائة شخص بين رجال ونساء اشتركوا معاً في هذه الأسرار فقضى عليهم بالموت.