فضيلة السلام، حيث كانت هي تحية الملك للنبي صلى الله عليه وسلم، ولو كانت هناك تحية أفضل منها لذكرها الملك تشريفا للنبي صلى الله عليه وسلم، ويؤخذ أيضا أن السلام سنة متبعة عند الملائكة وفي الملأ الأعلى، قال تعالى: وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ [إبراهيم: ٢٣] .
[الفائدة الخامسة:]
وجوب استبشار المؤمنين وفرحهم بفاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، ومن لم يفعل ذلك، فقد رد بشرى الله- تبارك وتعالى- له، أو أنه قد جهل فضل تلك الآيات المباركات.
[الفائدة السادسة:]
وجوب شكر هذه الأمة لنبيها صلى الله عليه وسلم واعترافها بفضله؛ لأن هذا الخير العميم الذي نزل من السماء كان المقصود الأول به هو النبي صلى الله عليه وسلم، وأعطيت الأمة هذا النور ببركة اتباعها له صلى الله عليه وسلم، قال الملك:«أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك» . ولم يقل الملك:
«بشر أمتك بنورين أوتيتهما الأمة» .
٩- جعلت له الأرض مسجدا وطهورا:
عن جابر بن عبد الله: أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «أعطيت خمسا لم يعطهنّ أحد قبلي، نصرت بالرّعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فأيّما رجل من أمّتي أدركته الصّلاة فليصلّ، وأحلّت لي المغانم ولم تحلّ لأحد قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وكان النّبيّ يبعث إلى قومه خاصّة وبعثت إلى النّاس عامّة»«١» .
مما امتن الله- تبارك وتعالى- على هذه الأمة ببركة نبيها صلى الله عليه وسلم، أن جعل لها الأرض كلها طهورا ومسجدا، بمعنى أن الرجل إذا فقد الماء تيمم، وإذا أراد أن يصلي فليصل في أي بقعة من الأرض شاء، لا يختص الصلاة فيها بمكان دون مكان فكلها موضع سجود.
وينبني على هذه المنة العظيمة عدة أمور نذكرها على هيئة فوائد:
[الفائدة الأولى:]
عظيم أمر الصلاة في شرع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنها ملازمة للعبد ولا تنفك عنه أبدا- إلا بجنون أو موت- ولتأصيل هذا الأصل ما ألزمنا الله- سبحانه وتعالى- بالصلاة في مكان معين ولا ألزمنا لرفع الحدث- الأصغر والأكبر- استخدام الماء إذا فقدناه.