ب- ما تفعله الملائكة ليس بتشريع لنا، لأن الله لم يأمرنا بالاستنان بأفعالهم.
ج- لم يشرع لنا النبي صلّى الله عليه وسلّم استخدام ماء زمزم في الغسل والوضوء، ولم يحثنا على ذلك، ولم يرتب على الوضوء والغسل بماء زمزم أي ثواب أو مزية، ومازال الصحابة والتابعون وعلماء الأمة يشربون من ماء زمزم ويدعون بخيري الدنيا والآخرة مما يدل على شرف هذا الماء واستعماله لما يستعمل له.
[الفائدة السادسة:]
نجزم قطعا أن هذه الحادثة كانت يقظة وليست مناما، وأن النبي صلّى الله عليه وسلّم وعاها ورآها عيانا، وكذلك رآها البعض، وذلك للأسباب التالية:
١- قول أنس:(أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه) .
٢- رؤية الغلمان ما حدث للنبي صلّى الله عليه وسلّم، وكانوا شهود عيان لما حدث، لقول الراوي:
(وجاء الغلمان إلى أمي- يعني ظئره- فقالوا: إن محمدا قد قتل) .
٣- لو كان غسل القلب حدث مناما، ما كان هناك حاجة إلى شق الصدر حقيقة ولأمه ووجود أثر المخيط للالتئام، لأن طبيعة المنام تختلف اختلافا بينا عن طبيعة اليقظة.
[الفائدة السابعة:]
وجود علقة في قلب الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإرسال جبريل لاستخراجها، وغسل القلب من أثرها، يدل دلالة قاطعة، أن كل أحد دون النبي صلّى الله عليه وسلّم، من باب أولى، يوجد في قلبه هذه العلقة وعلى المسلم أن يعتقد ذلك، حتى يبقى في جهاد مع نفسه التي يوجد بها حظ للشيطان، كما عليه أن يسأل الله- عز وجل- الثبات في الأمر، وألا يركن إلى نفسه أبدا.
[الفائدة الثامنة:]
القلب هو سيد الأعضاء وهو الذي يأمرها وينهاها، فبصلاحه يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد الجسد كله، والدليل على ذلك من الحديث، أن العلقة، وهي حظ الشيطان، موجودة في القلب وحده، ولو كان هناك عضو آخر له هذا التأثير على البدن لأمر جبريل عليه السلام بغسله.
٢٠- ملء القلب إيمانا وحكمة:
عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «بينما أنا عند البيت بين النّائم واليقظان إذ سمعت قائلا يقول أحد بين الثّلاثة فأتيت بطست من ذهب فيها ماء زمزم فشرح صدري إلى كذا وكذا» . قال قتادة: قلت لأنس بن مالك: ما يعني؟ قال: