التفسير الميسر والذي ذكرته آنفا، وكفى النبي صلى الله عليه وسلم تزكية أن تطلق الحكمة على سنته الشريفة.
٣- أنه صلى الله عليه وسلم سير بي هذه الأمة على خير الأخلاق والأقوال والأفعال، بما يضمن لها طهارة القلوب والعقول، ورد في دعاء إبراهيم صلى الله عليه وسلم وَيُزَكِّيهِمْ.
[الفائدة الثالثة:]
وجوب امتنان هذه الأمة للخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، الذي دعا ربه واجتهد- كما رأينا- في دعائه، فكان من بركة دعائه أن بعث الله فينا وإلينا خير خلقه أجمعين صلى الله عليه وسلم.
[الفائدة الرابعة:]
ليس تأخير استجابة الدعاء أو عدم معاينة العبد لاستجابة الله دعائه، شاهد أو قرينة على رد دعاء المؤمن، كلا، فالله تبارك وتعالى قد استجاب دعاء الخليل كأحسن ما يكون ولم يعاين صاحب الدعاء الإجابة، ولكن تأخّر الإجابة كان لحكمة بليغة ترفع مقام الداعي الخليل فقد استجاب الله دعاءه في خاتم النبيين.
[الفائدة الخامسة:]
علو مكانة إبراهيم عليه السلام عند ربه، وذلك بأن وفقه لمثل هذا الدعاء وألهمه إياه وجعل هذا الدعاء مقدمة لبعثة خير الأنبياء عليه الصلاة والسلام، ثم جعله أبا أكبر للمصطفى صلى الله عليه وسلم، بل جعل كل الأنبياء من بعده من ذريته، قال تعالى: وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ [العنكبوت: ٢٧] ، وهذا الذي جعل العلماء يقولون: إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم هو خير الأنبياء جميعا بعد نبينا صلى الله عليه وسلم.