عن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه:(أنّ ناسا من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم أتوا على حيّ من أحياء العرب فلم يقروهم فبينما هم كذلك إذ لدغ سيّد أولئك فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنّكم لم تقرونا ولا نفعل حتّى تجعلوا لنا جعلا فجعلوا لهم قطيعا من الشّاء فجعل يقرأ بأمّ القرآن ويجمع بزاقه ويتفل فبرأ فأتوا بالشّاء فقالوا: لا نأخذه حتّى نسأل النّبيّ صلى الله عليه وسلم فسألوه فضحك وقال: «وما أدراك أنّها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم»«١» .
(رواه البخاري) .
٢- الإسراء والمعراج:
عن أنس بن مالك قال: كان أبو ذرّ يحدّث أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فرج عن سقف بيتي وأنا بمكّة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثمّ غسله بماء زمزم ثمّ جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغه في صدري ثمّ أطبقه ثمّ أخذ بيدي فعرج بي إلى السّماء الدّنيا فلمّا جئت إلى السّماء الدّنيا قال جبريل لخازن السّماء: افتح قال: من هذا؟ قال: هذا جبريل قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمّد صلى الله عليه وسلم فقال: أرسل إليه؟ قال: نعم فلمّا فتح علونا السّماء الدّنيا فإذا رجل قاعد على يمينه أسودة وعلى يساره أسودة إذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل يساره بكى فقال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والابن الصّالح قلت لجبريل: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين منهم أهل الجنّة، والأسودة الّتي عن شماله أهل النّار، فإذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، حتّى عرج بي إلى السّماء الثّانية فقال لخازنها: افتح فقال له خازنها مثل ما قال الأوّل ففتح قال أنس: فذكر أنّه وجد في السّماوات آدم وإدريس وموسى وعيسى وإبراهيم صلوات الله عليهم ولم يثبت كيف منازلهم غير أنّه ذكر أنّه وجد آدم في السّماء الدّنيا وإبراهيم في السّماء السّادسة قال أنس: فلمّا مرّ جبريل بالنّبيّ صلى الله عليه وسلم بإدريس قال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح فقلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس ثمّ مررت بموسى فقال: مرحبا بالنّبيّ الصّالح والأخ الصّالح قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى ثمّ مررت بعيسى فقال: مرحبا بالأخ الصّالح والنّبيّ الصّالح قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ثمّ مررت بإبراهيم فقال:
مرحبا بالنّبيّ الصّالح والابن الصّالح قلت: من هذا؟ قال: هذا إبراهيم صلى الله عليه وسلم قال ابن
(١) رواه البخاري، كتاب الطب، باب الرقي بفاتحة الكتاب. برقم (٥٧٣٦) .