* نصت على الآية أن الذي أعد الأجر هو الله- سبحانه وتعالى-، لقوله: فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ [الأحزاب: ٢٩] وكفى بذلك تنويها لكريم الأجر وعظيم قدر من أعدّ له الأجر.
* وصف من اختارت الله ورسوله والدار الآخرة بأعلى مراتب الإيمان وهو الإحسان فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ [الأحزاب: ٢٩] .
* تخصيص الأجر العظيم لمن اختارت الله ورسوله دون سواهما قال تعالى: فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِناتِ مِنْكُنَّ [الأحزاب: الآية ٢٩] إشعارا بأن هذا الأجر لن يشاركهن فيه أحد أبدا.
* وصف الأجر المترتب على اختيار الله ورسوله ب (العظيم) ، ولك أخي القارئ أن تتخيل مقدار هذا الأجر فهو عظيم في قدره، عظيم في وصفه، ويكفي أن الذي أعده هو العظيم، وقد وصفه بالعظيم.
٣- تضعيف العذاب لمن ارتكبت شيئا (حاشا لله) :
وهذا أيضا من أوجه التأديب الرباني لأمهات المؤمنين، ليزداد حذرهن من الفواحش، وليشعرن أن أعراضهن ليست كأعراض غيرهن من النساء، قال الإمام ابن كثير- رحمه الله-: (فلما كانت محلتهن رفيعة ناسب أن يجعل الذنب لو وقع منهن مغلظا صيانة لجنابهن وحجابهن الرفيع) . انتهى «١» .
ويختلف نظر المؤمن والمنافق لهذه الآية، فأما المؤمن فيرى فيها عظيم قدر أعراض أمهات المؤمنين، وأن الله أراد بهذه الآية إظهار شرفهن وفضلهن، وأما المنافق فيرى أن فعل الشرط دليل على إمكانية وقوعه، وآيات القرآن الكريم تردّ عليه، قال تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ [الزّمر: ٦٥] فهل يتصور أحد أن يقع الشرك منه صلّى الله عليه وسلّم ومثاله: قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١)[الزّخرف: ٨١] ، فكما يقول علماء اللغة: