للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم للغلام، قال له: «أسلم» ، وانظر إلى يوسف عليه السّلام كيف استغل حاجة صاحبيه في السجن لتأويل رؤيتهما، فدعاهما إلى الإيمان ونفّرهما غاية التنفير من الشرك بالله، دون أن يشعرهما أنهما في حاجة إليه، وأنهما مضطران إلى سماع قوله إلى النهاية، حتى يسمعا تأويله لرؤيتهما، وهذا من فقه الدعوة إلى الله- سبحانه وتعالى-.

الفائدة الرّابعة:

جواز استخدام اليهودي مع مراعاة الضوابط الشرعية التي تحكم هذا الاستخدام، والتي من أعظمها، عدم اطلاعه على أعراض المسلمين، وعدم إفشاء الأسرار إليه، وعدم حبه، وضرورة دعوته إلى الإسلام، وإنكار ما هو عليه من الكفر، وأزيد واحدة، أن نعدل فيه ونقسط إليه، حتى لا نكون سببا في تنفيره من الإسلام، وتشويه صورة الدين عنده، وهذا يحدث كثيرا في هذا الزمان، ومما عمت به البلوى في زماننا هذا، أن يكون بعض المسلمين ممن يقتدى بهم، صورة سيئة في معاملاتهم وسلوكهم، خاصة في النواحي المادية، مما ينفر منهم العاملين لديهم، خاصة الخدم والمستخدمين.

[الفائدة الخامسة:]

صحة إسلام الصبي المميّز، ولولا صحة إسلامه، ما دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام وقال: «الحمد لله الذي أنقذه من النار» ، وهذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم دليل على صحة إسلام الصبي، ولكن ليس بدليل قطعي، أن الصبي لو مات على الكفر دخل النار، ويمكن أن يحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله أنقذه من النار» إذا ما استمر على كفره. والخلاف في دخول أولاد الكافرين النار أو الجنة خلاف مشهور بين العلماء.

الفائدة السّادسة:

ما كان عليه اليهود، من تعظيم أمر النبي صلى الله عليه وسلم واعتقادهم صحة دينه ولو خالفوه؛ لأن أبا الغلام أمر ابنه بإجابة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وبدا خوفه على غلامه وهو مريض من أن يخالف أمر النبي، وتدبر ماذا قال الأب لابنه: أطع أبا القاسم، ولم يقل له: (أسلم) ، مما يشعر أن مراد الأب هو طاعة الرسول عليه السّلام وعدم مخالفته، كما أنه ذكر الرسول بكنيته، ولم يذكره باسمه، وهذا أيضا من التوقير.

الفائدة السّابعة:

قد يكون من ملاطفة المريض عند زيارته، القعود عند رأسه، لإشعاره بالقرب منه، وهذا أدعى لإسماعه والسماع منه.

الفائدة الثّامنة:

الثناء على الله- عز وجل- بما هو أهله، خاصة عند زول النعم ورفع النقم، لقوله صلى الله عليه وسلم «الحمد لله الذي أنقذه من النار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>