للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، روى مسلم في صحيحه، عن أبي الدّرداء أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «من حفظ عشر آيات من أوّل سورة الكهف عصم من الدّجّال» «١» .

كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بيّنّ لأمته كذب الدجال في ادعائه الألوهية بدليل حسي ودليل عقلي، أما الدليل الحسي الشاهد فهو حديث الباب وما رواه مسلم في صحيحه عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك أنّ نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدّجّال مكتوب بين عينيه ك ف ر أي كافر» «٢» .

وأما الدليل العقلي، فما رواه مسلم أيضا في صحيحه من حديث ابن الصياد الطويل:

«تعلّموا أنه لن يرى أحد منكم ربّه عز وجل حتى يموت» «٣» .

عن طاوس عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلّمهم هذا الدّعاء كما يعلّمهم السّورة من القرآن يقول: «قولوا: اللهمّ إنّا نعوذ بك من عذاب جهنّم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدّجّال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات قال مسلم بن الحجّاج بلغني أنّ طاوسا قال لابنه: أدعوت بها في صلاتك فقال لا قال أعد صلاتك؛ لأنّ طاوسا رواه عن ثلاثة أو أربعة أو كما قال» «٤» .

٥- التخيير بين الدنيا والآخرة:

ع ن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال: «إنّ عبدا خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدّنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده» فبكى أبو بكر وقال: فديناك بابائنا وأمّهاتنا، فعجبنا له وقال النّاس: انظروا إلى هذا الشّيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيّره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدّنيا وبين ما عنده وهو يقول:

فديناك بابائنا وأمّهاتنا، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخيّر، وكان أبو بكر هو أعلمنا به وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ من أمنّ النّاس عليّ في صحبته وماله أبا بكر، ولو كنت متّخذا خليلا من أمّتي لاتّخذت أبا بكر، إلّا خلّة الإسلام، لا يبقينّ في المسجد خوخة إلّا خوخة أبي بكر» «٥»


(١) رواه مسلم، كتاب صلاة صلاة المسافرين، باب: فضل سورة الكهف، برقم (٨٠٩) .
(٢) رواه مسلم، كتاب الفتن، باب: ذكر الدجال، برقم (٢٩٣٣) .
(٣) رواه مسلم، كتاب الفتن، باب: ذكر ابن صياد، برقم (٢٩٣١) .
(٤) رواه مسلم، كتاب المساجد، باب: ما يستعاذ منه في الصلاة، برقم (٥٩٠) .
(٥) رواه البخاري، كتاب المناقب، باب: هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، برقم (٣٩٠٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>