تعظيم أمر السنة من حيث كونها منزلة من الله تبارك وتعالى، ومن حيث كونها حكمة.
ويتفرع عليه سفه من رد السنة أو جزا منها ولو يسيرا، واستغنى عنها بغيرها، حيث إنه قد ترك الحكمة وذهب إلى ما هو مناقض لها.
كما يتفرع عليه سوء عاقبة من رأى عدم موافقة أي أمر من أمور السنة الصحيحة لكمال الإحكام وتمام الإتقان، واعتقد أنه يمكن أن يستدرك شيئا عليها؛ لأنه كذّب بصريح القران الذي حكم أن السنة هي الحكمة، كما أنه طعن في الله عز وجلّ الذي أنزل تلك السنة على نبيه صلى الله عليه وسلّم.
[الفائدة الثانية:]
تزكية علم النبي صلى الله عليه وسلّم بأبلغ تزكية يمكن أن يزكى بها علم أحد من الأولين والآخرين، ومصدر تلك التزكية أن الله عزّ وجلّ عالم الغيب والشهادة- هو الذي علمه، فنعم من علمه ونعم ما تعلمه صلى الله عليه وسلّم. ويتفرع عليه، سعة علمه صلى الله عليه وسلّم ومطابقته للواقع تماما، وكذلك وجوب تلقي كل سنة النبي صلى الله عليه وسلّم الصحيحة بتصديق تام مطلق.
وقد قال الشيخ السعدي- رحمه الله- تعالى- كلاما نفيسا في قوله- تعالى-:
وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ
[النساء: ١١٣] ، قال:(وهذا يشمل جميع ما علّمه الله- تعالى- فإنه صلى الله عليه وسلّم كما وصفه الله قبل النبوة بقوله: ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ، ثم لم يزل يوحي الله إليه ويعلمه ويكمله حتى ارتقى مقاما من العلم يتعذر وصوله على الأولين والآخرين، فكان صلى الله عليه وسلّم أعلم الخلق على الإطلاق، وأجمعهم لصفات الكمال وأكملهم فيها، ففضله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم أعظم من فضله على كل مخلوق، وفي نسخة: أعظم من فضله على كل الخلق وأجناس الفضل الذي فضله الله به لا يمكن استقصاؤها ولا يتيسر إحصاؤها)«١» .
[الفائدة الثالثة:]
في الآية أبلغ تزكية لمن تعلم القران العظيم والسنة الشريفة ونهل منهما وتمسك بهما حيث إنه قد ورث علم النبي صلى الله عليه وسلّم الذي هو من علم الله عزّ وجلّ.
كما يؤخذ من الآية أن من كان القران والسنة علمه ومنهجه فيجب عليه أن يشكر الله