للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فوائد الحديث]

وفي الحديث فوائد عظيمة قد يطول المجال في ذكرها، فهي تحتاج إلى كتاب منفصل، لاشتماله على كل أصول الدين، وسنقتصر على بعض الفوائد إجمالا وهي:

[الفائدة الأولى:]

الأدب الذي ينبغي أن يكون عليه المتعلم مع العالم، في قوله: (فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه) ، وكذلك إعلام المتعلّم من حوله بتصديقه للعالم، لقوله: (فعجبنا له يسأله ويصدقه) .

[الفائدة الثانية: ما ذكر من أصول الإيمان في هذا الحديث]

كان على سبيل الإجمال؛ لأن المقام لا يتسع لأكثر من ذلك، وقد بين القرآن الكريم والسنة النبوية هذه الأصول أبلغ بيان، فمن ذلك:

١- الإيمان بالله

، هو أن نؤمن بأن الله واحد لا شريك له، ولا ند له، لم يلد، ولم يولد، له الخلق والأمر، وله الأسماء الحسنى والصفات العليا، وأن له من كل صفة أتمها وأجملها، وأن نؤمن بهذه الصفات من غير تأويل ولا تحريف ولا تعطيل، ونؤمن أن الله هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وأن كل ما يحكم به وفق الحكمة البالغة، حكمة في صورة الأمر وحكمة في غايته، وأنه لا يشاركه أحد في ملكه ولا في حكمه، ولا في أمره، كما ذكرت في عدة مواضع من هذا الكتاب.

٢- الإيمان بالملائكة

، يتوجب أن نعتقد أنهم مخلوقون من نور، وأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، لأنهم مجبولون على الطاعة، منهم الموكل بالوحي كجبريل عليه السلام، ومنهم الموكل بالنفخ في الصور كإسرافيل، ومنهم الموكل بالمطر وإحياء النبات بإذن الله، وهو ميكائيل، ومنهم الموكل بجهنم، وهو مالك، ومنهم الموكل بالجنة، ومنهم القائمون بعبادة الله، بين قيام وركوع وسجود، لا يملون ولا يفترون ولا يتقدمون بين يدي الله- عز وجل-، قال تعالى: وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم: ٦٤] ، كما نعتقد أن عددهم لا يعلمه إلا الله بل لا يمكن أن يستوعب عددهم بشر، لما ثبت في صحيح البخاري في حديث الإسراء قوله: صلى الله عليه وسلم «فرفع لي البيت المعمور فسألت جبريل فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا لم يعودوا إليه» .

ومن الأدب مع الله، ألانسمي أي ملك باسم، لم يصل إلينا من طريق ثابت معصوم، كما يسمي بعض الناس ملك الموت بعزرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>