للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند الرسول من قبل زيد، والجارية.

[الدرس السابع والعشرون: إذا أراد الرجل أن يسأل عن أخلاق من لا يعرفه]

، فعليه أن يسأل خادمه في المنزل أو من في منزلة الخادم، كالسائق وغيره، وذلك لتداخله الشديد مع مخدومه وعدم قدرة المخدوم أن يخفي على خادمه أحواله وأخلاقه، بل قد يفعل أمامه، ما لا يفعله أمام غيره وذلك لاستهانته به وقلة تحرزه منه، ولو يعلم علي أحدا أعلم بحال عائشة من خادمتها، لدل النبي صلى الله عليه وسلم عليه.

[الدرس الثامن والعشرون: جواز اتخاذ الخادمة في المنزل]

، حتى ولو لم يكن هناك أولاد تخدمهم، ولكن بشرط ألايكون ذلك خيلاء وتكبرا على الناس.

[الدرس التاسع والعشرون: منقبتان عظيمتان لعائشة]

رضي الله عنها وهما:

[المنقبة الأولى:]

أن الجارية بريرة رضي الله عنها لم تجد في عائشة ما يعيبها إلا أنها تنام عن العجين، ولو وجدت فيها أكثر من ذلك ولو بقليل لذكرته، لأنها قالت: (قط) ، فأي شرف لامرأة لا تستطيع خادمتها أن تعيبها في شيء، إلا أنها حديثة السن تنام عن العجين؟!

[المنقبة الثانية:]

رغم أن لعائشة جارية، إلا أنها تنام عن العجين مما يتيح للداجن (وهي الشاة التي تألف البيت ولا تخرج للمرعى) أن تأكل من ذلك العجين، والشاهد في ذلك أن عائشة رضي الله عنها كانت تقوم بأعباء البيت مع الخادمة وما كانت تكل لها كل شيء بل كانت تساعدها، وذلك امتثالا لما ورد عن المعرور بن سويد قال: (رأيت أبا ذرّ الغفاريّ رضي الله عنه وعليه حلّة وعلى غلامه حلّة، فسألناه عن ذلك فقال: إنّي ساببت رجلا فشكاني إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «أعيّرته بأمّه؟!» ثمّ قال: «إنّ إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه ممّا يأكل، وليلبسه ممّا يلبس، ولا تكلّفوهم ما يغلبهم، فإن كلّفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم» «١» .

[الدرس الثلاثون: وفيه تنبيهان:]

[التنبيه الأول: قول بريرية (إن رأيت منها أمرا)]

، إن: هنا نافية بمعنى (ما) ، أي: (ما رأيت منها أمرا) ، ونبهت على ذلك؛ لأن كثيرا من غير المتخصصين لا ينتبهون أن (إن) تكون نافية، وهذا يوضح لنا معاني آيات كثيرة من القرآن الكريم، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ [الأنعام: ١١٦] ، أي ما يتبعون إلا الظن.


(١) البخاري، كتاب: العتق، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: العبيد إخوانكم، برقم (٢٥٤٥) ، مسلم، كتاب: الأيمان، باب: إطعام المملوك مما يأكل.... برقم (١٦٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>