[الفائدة الثانية: مظاهر إكرام أمته]
، وهو فرع من إكرام الله له صلى الله عليه وسلم.
١- أنها أول أمة، تدخل الجنة، ولا تفتح الأبواب لأمة قبلها.
٢- أن طائفة كبيرة منهم تدخل الجنة، بلا حساب، لقوله تعالى: «أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة» .
٣- تخصيص باب لهذه الطائفة في الجنة، لا يشاركهم فيه أحد، وهو الباب الأعظم من الأبواب، لوصفه أنه الأيمن من الأبواب، ومعلوم في الدين، أن الأيمن من الأشياء هو المكرم، أما اختصاصهم بهذا الباب فيعلم من قوله تعالى: «وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب» .
٤- عدم تخليد أحد من هذه الأمة في النار، شريطة أن يكون مات على التوحيد الخالص.
[الفائدة الثالثة: في منزلة الأنبياء المذكورين في الحديث]
، وهم آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى، عليهم جميعا الصلاة والسلام، يتبين ذلك من:
١- عصمة الله- سبحانه وتعالى- لهم، ودليله: أن كلّا منهم، قد ذكر في هذا الموقف العظيم، أكبر ما فعله ويلام عليه، ليعتذر إلى الناس عن عدم قدرته على الشفاعة، ولو كان بدر منه ما هو أكبر من ذلك لذكره، لأنه مقام ذل وخضوع لله- سبحانه وتعالى-، فماذا فعلوا:
أ- أكل آدم من الشجرة وكان هذا قبل أن يكون نبيّا، وقد تاب وقبل الله- عز وجل- توبته.
ب- دعا نوح عليه السلام على قومه، قال تعالى ذاكرا دعاءه: وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً [نوح: ٢٦] ، وقد جاء دعاؤه بعد أن أعلمه الله بعدم إيمان أحد من قومه، قال تعالى: وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ [هود: ٣٦] ، فلم يصدر الدعاء إلى على من يئس من إيمانه، فضلا أنه لم ينه عن الدعاء على قومه.
ج- ذكر إبراهيم عليه السّلام، أنه كذب ثلاث كذبات، تمنعه من الشفاعة، ومعلوم أنه لم يصرح فيهن بالكذب ولكنه استخدم المعاريض، وفيها مندوحة عن الكذب، وكانت اثنتان منهن في الله، والثالثة ليحفظ عرضه صلى الله عليه وسلم، روى البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال