اتبع هواه، ولم يتبع ما جاء بالكتاب والسنة، وقد تعمدت أن أستفيض في مثل هذه الأمور، حتى يتبين للناس الحق من الباطل، ولن نكون نحن أعظم حبّا للنبي صلّى الله عليه وسلّم من ربه- تبارك وتعالى-. فما أثبته الله، - عز وجل-، لرسوله الكريم، أثبتناه، وما نفاه عنه نفيناه، وما سكت عنه من الصفات، اعتقدنا أنه صلّى الله عليه وسلّم، يشترك مع الناس فيها، لعموم الآية التي ذكرتها آنفا، ولأننا متبعون ولسنا مبتدعين.
[الفائدة الرابعة:]
وجوب غيرة كل مسلم، يؤمن بالله واليوم الآخر، على النبي صلّى الله عليه وسلّم، ودليله أن عائشة رضي الله عنها كانت تغار على النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد تكون هذه الغيرة، لأنه زوجها ولها ضرائر، ولكن في المقابل، فإن حق النبي صلّى الله عليه وسلّم، علينا جميعا أعظم من حق الزوج على زوجته، فوجب علينا أن نغار عليه صلّى الله عليه وسلّم، ومظاهر تلك الغيرة، أن نغضب إذا تعرضت سنته، لأي غمز أو لمز، بتصريح أو تعريض، في قليل أو كثير، بل علينا أن نكره من يقوم بذلك ونتجنبه، ولو كان أقرب الناس إلينا، وهذا يكون أكبر دليل على حبنا له صلّى الله عليه وسلّم.
[الفائدة الخامسة:]
على كل مسلم، أن يكون دائما في جهاد مع قرينه، يسأل الله- عز وجل- دائما الثبات، لأن ليس هناك إنسان مهما ارتفع شأنه، وعلا وصفه، إلا ومعه القرين، لما ورد في حديث الباب:(قالت: يا رسول الله أو معي شيطان؟ قال:«نعم» قلت: ومع كل إنسان؟ قال:«نعم» ) . فإذا أثبت النبي صلّى الله عليه وسلّم أن مع عائشة شيطان فمن باب أولى أنه مع كل إنسان، ولما سألته عائشة لم يستثن أحدا، فعلى كل مسلم أن يحذر ويحذر، فإذا كان الشيطان قد يأتي لعائشة مع مكانتها الرفيعة، فكيف لا يأتي لغيرها.