التفاوت الكبير بين الناس في علم التأويل والتفسير، حتى بين أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأن فهم ابن عباس للقرآن حجة، وأنه مقدم على فهم غيره من الصحابة، رضي الله عنهم، والدليل على ذلك دعوة النبي صلّى الله عليه وسلّم له بالتفقه في الدين، وتقريب عمر رضي الله عنه له في مجلسه، وأنه لمح ما في الآية من معان غير ظاهرة، وموافقته لعمر رضي الله عنه في هذا الفهم، وهي فضيلة لعمر بن الخطاب، رضي الله عنه أيضا حيث وافق تأويله تأويل حبر الأمة، الذي اختصه النبي صلّى الله عليه وسلّم بالدعاء.
[الفائدة السادسة:]
قد يكون لبعض آيات القرآن معنى ظاهر، يفهمه عوام الناس، ومعنى آخر خفي يفهم من فحواها ومضمونها، كما فسر أشياخ بدر معنى سورة النصر، بالمعنى الظاهر، وفسرها حبر الأمة بمعنى خفي، ولا حرج في ذلك شريطة، ألا يكون هذا الفهم يتعارض مع أصول الشريعة، وما تقتضيه اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم.
[الفائدة السابعة:]
حث العبد أن يجتهد في العبادة أكثر وأكثر، كلما تقدم عمره، وشعر بقرب أجله، فيحرص على فعل الطاعات وترك المنكرات، وأن يبذل جل وقته في التوبة والاستغفار، لقوله تعالى في سورة النصر: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ وما كان هذا التسبيح والاستغفار إلا لدنوّ أجل المصطفى صلّى الله عليه وسلّم.