مشروعية التسمية بأسماء أهل الفضل والعلم رجاء أن يكونوا أمثالهم، لأن أنس بن مالك في أول الحديث يشير إلى أن تسميته بهذا الاسم جاءت لتوافق اسم عمه أنس بن النضر، وحيث إن هذا الاسم مجردا لم يرغب فيه الشارع، علمنا أن تسمية أنس بن مالك من قبل والدته لم تأت إلا لتوافق اسم أنس بن النضر.
[الفائدة الثانية:]
وفيه بيان ما كان يلاقيه الصحابة من مشقة وحرج لتخلفهم عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أي أمر من أموره لقوله:«فشق عليه» ، وكان يقصد بذلك، كما نص الحديث، غيابه عن غزوة بدر، وهذه المشقة التي يجدها في نفسه كانت في أمر لم يعزم فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم حضوره، ولم يعتب على من تخلف، فقد رغبهم فقط في حضور بدر، لأنه صلّى الله عليه وسلّم كان يقصد العير ولم يقصد القتال، وأراد الله أمرا آخر، فما بالكم لو كان أنس بن النضر تغيب عن موقعة بدر وكان حضوره وشهوده مع الرسول واجبا.
[الفائدة الثالثة:]
الأمر عند الصحابة يعظم إن كان فيه النبي صلّى الله عليه وسلّم، سواء كان غزوات أو غيرها، لأن أنس بن النضر قال:(في أول مشهد شهده رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) . ولو كان الأمر عنده سواء، ما ذكر أن المشهد شهده رسول الله، ولقال أي كلمة غيرها، مثل: أول مشهد في الإسلام، أو أول مشهد ضد كفار قريش، حتى لما عاهد الله أن يعوض ما فات نص على أن يكون المشهد مع رسول الله لتكون واحدة بواحدة.
وهذا يدل كما أسلفنا على تعظيم الصحابة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فالغزوة التي يغزونها معه لا تستوي مع السرايا.
وهذا هو الواجب على كل مسلم إلى قيام الساعة أن يستشعر مكانة النبي صلّى الله عليه وسلّم ولن يحدث هذا إلا بالاطلاع على سيرته، سواء من القرآن أو السنة.
ويؤخذ من الحديث أن على المسلم أن يحرص على مصاحبة العلماء وأهل الخير لأن في صحبتهم البركة، لأنه لن تخلو مجالسهم من ذكر أو مدارسة بعكس أصحاب السوء.
[الفائدة الرابعة:]
على المسلم إذا فاته أمر من أمور الخير والقرب إلى الله، حاول تعويض ما فاته، وأن يعزم النية على استدراك أمر الخير مستقبلا، حتى وإن لم يكن الذي فاته أمرا واجبا، فحضور الغزوة لم يكن واجبا.
[الفائدة الخامسة:]
بيان ما كان عليه الصحابة من ورع وتقوى وعدم التحدث كثيرا عما