للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دليل على الاعتناء به ودوام ملاحظته.

ب- حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه.

وأقول: قد تكون الحكمة أيضا من ذلك، هو إشعارهم بفضل الله العظيم عليهم، وأنه- تبارك وتعالى- لم يعطهم ما يرضيهم فحسب بل أعطاهم الزيادة تفضلا وامتنانا، فهم رضوا وكبّروا لما علموا أنهم ربع أهل الجنة ثم جاءت الزيادة مرتين بعدها، وهذا أدعى للفرحة وأحرى بالشكر والامتنان للمنعم، ودافع للإنسان في تصور مقدار النعمة، وفيه أيضا حب النبي صلى الله عليه وسلم لأن ينقل أصحابه من فرحة إلى فرحة أعظم إلى فرحة عظمى.

[الفائدة الثالثة:]

وهي فوائد متفرقة:

١- مشروعية التكبير عند سماع المسلم ما يفرحه خاصة في أمور الدين، لما ورد في رواية مسلم: «أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة؟» قال: فكبّرنا.

٢- حسن تربية النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم، فمع أن البشرى كانت من النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنهم قد توجهوا لله بالشكر والحمد، ومظهره في الحديث تكبيرهم رضي الله عنهم.

٣- بيان مدى قدر الأدب الجم الذي تجمل به النبيّ صلى الله عليه وسلم مع ربه- تبارك وتعالى- حيث قال: «إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة» .

٤- كرامة الجنة على ربها، إذ جعلها دار كل نفس مؤمنة، وحرمها على كل نفس غير مؤمنة، في مقابل هوان الدنيا على ربها، إذ جعلها دارا للمؤمنين والكافرين.

٥- كثرة أهل الشرك جدّا مقارنة بالمؤمنين لقوله صلى الله عليه وسلم: «وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأبيض» .

١٢- عاداتها بالنيات عبادات:

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وفي بضع أحدكم صدقة» . قالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟! قال: «أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجرا» . من حديث رواه مسلم «١» .

وعن سعد بن أبي وقّاص أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنّك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله


(١) أخرجه مسلم، كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، برقم (١٠٠٦) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>