الصالح والأخ الصالح، إلا آدم قال له: مرحبا بالابن الصالح لأنه أبوه الأول، وكذا إبراهيم لأنه جده الأكبر، حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم من بطن إسماعيل، وبقية الأنبياء من ذرية إسحاق عليه السلام، أما النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعلمهم قطعا؛ لأنه كان يسأل جبريل في كل مرة، عن اسم النبي الذي يسلم عليه، علمنا من ذلك أنه لم يوح إليه بأوصاف إخوانه من الأنبياء، كما أنه لا يعرف الغيب وإلا ما سأل جبريل عنهم.
[الفائدة السابعة:]
ثبوت حياة البرزخ، وهي الحياة التي بين موت الإنسان ونشوره بعد النفخ، وهي حياة غيبة، لا نعلم منها شيئا، إلا ما علمناه من الكتاب أو السنة، والذي نقطع به أن المؤمن فيها ينعّم ويرى مقعده من الجنة، والكافر فيها يعذب ويرى مقعده من النار، يصدق ذلك قوله تعالى حاكيا عن عذاب آل فرعون في حياة البرزخ: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ [غافر: ٤٦] ، ويؤيده ما ورد في صحيح البخاري، عن أنس رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال:«العبد إذا وضع في قبره وتولّي وذهب أصحابه حتّى إنّه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرّجل محمّد صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: أشهد أنّه عبد الله ورسوله، فيقال انظر إلى مقعدك من النّار أبدلك الله به مقعدا من الجنّة قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا وأمّا الكافر أو المنافق فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول النّاس فيقال لا دريت ولا تليت ثمّ يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلّا الثّقلين»«١» .
فرؤية المؤمن مقعده في الجنة، هو من النعيم، لما فيه من الرؤية والبشارة العظيمة، بالإضافة إلى إفساح القبر، أما عذاب الكافر، فهو واضح في الحديث، وإذا كان للناس كلهم حياة برزخية، المؤمن منهم والكافر، فإن للأنبياء أيضا حياة برزخية ولكنها أكمل وأتم، ويدلنا على ذلك حديث الباب.
[الفائدة الثامنة:]
أن الجنة والنار، موجودتان الآن، ولا عبرة لمن ينكر ذلك، ويرد الأحاديث الصحيحة الصريحة، لشبهة عقلية، وهي أنه لا حكمة لوجودها الآن، فيرد النقل بالعقل، وهذا أسخف ما يكون، وأدلة ذلك كثيرة، لا يمكن استقصاؤها، في هذا الكتاب، ولكن نذكر ببعضها، لعل المنكر يعود لرشده، روى البخاري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله: أعددت لعبادي الصّالحين ما لا عين