١- يجب أن يعتقدوا أن وقوع الخطأ منهم أمر وارد، سواء في الاجتهاد أو معاملة الناس، وعليهم أن يقبلوا التوجيه ولا يستنكفوا عنه.
٢- إرشاد المتعلم أو السائل بما يزكيه ويذكّره، ولو كان ذلك زائدا على قدر سؤال السائل.
٣- على العالم أن يتحلى عند التعامل مع الناس- مهما قلّت مستوياتهم- ببشاشة الوجه والإقبال على السائل، وأنه ليس من تقوى الله التجهم والعبوس والانشغال عن السائل، فلربما كره السائل- خاصة لو كان من عوام الناس- أهل العلم إذا لم يعطه العالم حقه من الوقت والاهتمام.
٤- العالم المحب للخير والدعوة إلى الله- سبحانه وتعالى- لا يقتصر عمله فقط على ما أوجب الله عليه فعله، ولكن عليه أن يجتهد في كل أبواب الخير، حتى لو كلفه ذلك بعض الإيذاء المادي أو المعنوي، شريطة ألا يضيع ما هو أوجب منه. ودليله أن الله عز وجل ما كلف نبيه- عليه الصلاة والسلام- أن يتعرض لهداية الكفار كما كان يفعل ويشق على نفسه، ومع ذلك حمل نفسه ما يجهدها حبّا للخير، وتوجه إليه العتاب الرباني لأنه انشغل بذلك عما هو أوجب منه، وهو إجابة سؤال المسلم، ولم يكن العتاب لمجرد التصدي للكافر.
[الفائدة الثامنة: توجيهات إلى عموم المسلمين:]
١- على المسلم أن يجد في نفسه التزكية أو التذكرة بعد السماع والأخذ من أهل العلم الربانيين، ومن حرم ذلك فقد حرم خيرا كثيرا، وعليه أن يفتش في قلبه مما عسى أن يكون منع بسببه من التزكية.
٢- وجوب أن يسلك المسلم في عتابه ولومه مسلك الأدب، خاصة لو كان الموجه إليه العتاب رفيع القدر، لأن هذا أحرى في قبول الحق وعدم رد النصح والإرشاد.
٣- عدم الاستهانة بأصحاب العاهات وعدم احتقارهم أو التهوين من شأنهم، خاصة لو كانوا على العلم حريصين على التعلّم مقبلين.
٤- لا ضرر أن يقال للذي فقد بصره: أعمى، وليس هذا من الغيبة شريطة أن يكون في هذا الوصف مصلحة شرعية وألا يتأذى المسلم من هذا الوصف وألا يكون إطلاق هذا