ويتفرع على ذلك تحذير الأمة أشد التحذير من خطر المنافقين؛ لأنهم يكيدون لنا أعظم الكيد في الخفاء، ولسان حالهم ومقالهم يقول: إنهم معنا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم، بل قد يظهرون من الغيرة على الإسلام ما لا يظهره أهله الصالحون.
[الفائدة السادسة:]
يؤخذ من الآية أن العلم أوسع من الشهادة؛ لأن الله- سبحانه وتعالى- لما أراد أن يثبت رسالة نبيه صلى الله عليه وسلّم أعظم الإثبات، أثبتها بصفة العلم، ولم يقل:
«والله يشهد إنك لرسوله» . وهذا هو الصحيح أن صفة العلم أوسع من الشهادة؛ لأن الشهادة فرع عن العلم، والعلم هو الأصل.
[أخي القارئ:]
من كل ما تقدم نعلم علو منزلة النبي صلى الله عليه وسلّم بالنظر إلى آية واحدة فقط من القرآن الكريم، فكيف سيكون الأمر إذا تدبرنا جميع ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلّم في القرآن الكريم وهو كثير.
والذي يجب علينا تعلمه من هذه الآية ونلتزم به هو: كيف نتكلم عن النبي صلى الله عليه وسلّم، بحيث يكون حديثنا كله عنه صلى الله عليه وسلّم ينضح بغاية التوقير والإجلال والإكبار.